بقلم/ شريف رمزى المحامى

مسألة ضمير !!
بقلم/ شريف رمزى المحامى
الكتيبة الطيبية

· فادى يوسف _ طالب جامعى _ يتسأل فى مرارة:
أليس جميع المصريين متساويين فى الحقوق والواجبات، كما يُصرح بذلك المسئولين الحكوميين نهاراً وليلاً فى كل وسائل الإعلام ويصورون الحياة بلون الورد، لكن الواقع غير ذلك.. فمن إذن زرع الحقد والكراهية وغرس بذور التعصب والتمييز بين أبناء الوطن الواحد بسبب الدين؟!
لسنوات عديدة حلمت بالإلتحاق بأحد الأندية الرياضية لاستثمار موهبتى فى لعب كرة القدم، وفى كل مرة كنت أتقدم للإختبار بأحد الأندية كنت ألقى إعجاباً شديداً بمهاراتى الفنية فى اللعب، لكن ما أن يكتشف المسئولين أننى "مسيحى" يتحول الإعجاب لازدراء وتجاهل ورفض!!

· المحـــرر:
أخى الحبيب/ فادى _ للأسف أصبحت نغمة التعصب هى السائدة فى أغلب مرافق الدولة الخاص منها والعام..
فالوظائف السيادية محظور على المسيحى أن يتقلدها، ونجاح مسيحى فى مجلس الشعب يحتاج لمعجزة، ومطعم يطلب عامل يشترط أن يكون "مسلماً"!!
ذلك ما جعلنا بلداً متأخراً بعد أن كنا فى طليعة البلاد المتحضرة.. مناخ التعصب الذى نعيشه اليوم هو الذى تسبب فى هجرة العقول والكفاءات، لكن المؤسف حقاص ان يتغلغل التعصب الدينى والعنصرية فى التعامل حتى إلى مجال الرياضة ..
أعلم أن الأمر شاقاً عليك لكن لا تيأس، كرر المحاولة.. من يدرى ربما تُصادف فى طريقك مسئولاً نزيهاً يُحكم ضميره ويُعلى قيم المواطنة وينظر لموهبتك من منطلق الكفاءة والاستحقاق وليس من منطلق طائفى.

وإلى مسئولى الأندية الرياضية واتحاد الكرة والمجلس الأعلى للرياضة نقول:
رسالتكم هى زرع روح الحب والتسامح والتآخي بين أبناء الوطن الواحد كما هى بين الشعوب وبعضها، فنرجوا أن تترفعوا عن التعصب والنزعة الطائفية وتتمسكوا بالقيم العليا التى قامت عليها فكرة الألعاب الرياضية وتُنظم من أجلها البطولات.. وإذا كنتم لا ترون حرجاً فى ضم لاعب أجنبى لصفوف نادى مصرى برغم اختلاف عقيدته فبالأولى يحق لشاب "قبطى" موهوب أن يجد من يحتضنه ويرعى موهبته.. وفى النهاية المسألة كلها مسألة ضمير.

فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم