يسوع والشباب

يسوع والشباب
"فنظر اليه يسوع واحبه" (مرقس 10:21)
كوقع المطرقة على السندان هكذا كان وقع رنين السؤال الذي وجهه كاهن كنيستي على مسمعي " من هو يسوع المسيح بالنسبة لك ايها الشاب ؟"فعندما يوجه بسؤاله للشبيبة وانا من بينهم بدأت بخفض رأسي كمن عاد الى رشده بعد غيبوبة دامت لوقت طويل واذا به يسمع سؤالا عن هويته ........ من انت ؟
وبتردد وتلعثم لسان أجبت اجابة لم يكن لها اي تأثير على حياتي غير انها تغطية لغبائي وقلة معرفتي فأجبت بعد جهد (من لا يعرف يسوع !انه ابن مريم العذراء وابن الله والمصلوب لأجلنا نحن الخطاة ........والى اخره من التعاريف).............ولا اعرف كيف انتهى اللقاء .
وعند عودتي الى البيت بقي صدى السؤال يدور مرتطما بجدران عقلي وموجها لارادتي نحو شيئ غير واضح المعالم بالنسبة لي ،فهرعت الى مكتبتي وتناولت الكتاب المقدس لابحث عن اجابة اسعف بها نفسي اللقاء القادم .وبدأت أقرأ وأقرأ وانا اقلب الصفحات كعطشان عثر على عين ماء ويريد ان يروي ظمأه منه وبغتة لفتت نظري كلمات وكأنها تضيئ واستوقفتني وهي"فنظر اليه يسوع واحبه "وعلمت ان هذه النظرة كانت تعبر عن مشاعر المحبة لدى يسوع تجاه الشاب الغني ،شاب يعتز بنفسه وبثوته وبمكانته بين الاخرين ، فحينها اكتشفت من هذه الكلمات ومن هذه النظرة من انا بالنسبة ليسوع ؟انني من يحبه!ومن يرغب بصداقتي ومستعد في كل لحظة بأن يهب ذاته لأجلي وانا من يحتاج دوما الى تقييم لأعمالي من قبل معلم مقتدر مثل يسوع رغم ادعائي بانني ناضج ومملوء بالطاقات وذلك لكوني كثيرا ما اخدع في حياتي فحينما أظن نفسي متقدما في كل المعرفة وممسكا بزمام الامور فجأة ينكشف وجهي في صفاء نبع المعلم ( الكلمة) وتكون صورتي غير مرضية لي انا فكيف للمعلم واحيانا العكس ،لذا فانا من يحتاج للمسيح يسوع معلما ومرشدا لا بل ورفيقا ارى نفسي واعيش معه انسانيتي في هذه المرحلة من الشباب .