لِلحِوارُ المَسيحي أَدابٌ

†

"وتعرفون الحق والحق يحرركم"
“You will know the truth, and the truth will set you free”
Jon. 8:32

لِلحِوارُ المَسيحي أَدابٌ
لِلحِوارُ المَسيحي أَدابٌ Eusa_silenced

"إِسمَح الأَن.. لِأَنَهُ يَليقُ بِنا أَن نُكَمِلَ كُلَ بِرٍ"

ما يَحدوني (يَحصُرَني) عِندَ رَدي عَلي أَخَر يُحاوِرُني.. سَعياً وَراء التَشَبُه بِروح السَيد المَسيح حِينَما كانَ ولا يَزال في تَعامُلِهِ مَعَ الأَخَرِ :

+ أَضَعُ في إِعتِباري أَنَ مُحَدِثي هُوَ أَخَرُ وليسَ أَنا.. أَي لَهُ مِثلَما لي إِنسانِيَتَهُ وإِستِقلالَهُ وشَخصِيَتَهُ المُتَمايِزَة عَني وقَناعاتَهُ.. بَل وإِيمانِياتَهُ التي قَدتَختَلِفُ عَني في الجَوهَرِ أَو القَدرِ.. وأَنَهُ حَقٌ لَهُ مِن خالِقِهِ وحُرمَةٌ أَن أَحتَرِمَهُ كَما أُريدُ مِنهُ أَن يَحتَرِمَني.. فَلَيسَ مِنَ أللهِ ولِأَجلِ أللهِ أَن أُهدِرَ شَيئَاً مِما لَهُ.. كَأَن أَتَعَدي عَلي حُرمَتِهِ مَعنَوياً بِتَسفِيهِ ما يُقَدِرَهُ.. ويُقاسُ عَلي ذَلِكَ وُصولاً إِلي الحَياةِ نَفسِها.. لِأَن خِلافَ ذَلِكَ في الحِوار يُفسِدَهُ ويَقطَعَهُ في مَهدِهِ.

+ أَضَعُ في إِعتِباري دَوماً عِندَ أَيُ حَديث أَنَني سَأَستَفيد وقَد أُفيد بِأَي شَكلٍ مِنَ الإِستِفادَة.. فَأَنا لَستُ أُؤمِن في ذاتي أَنَ الله سَيِدِي قَد إِستَخَصَني أَنا دُنَ كُلِ خَلِيقَتِهِ مِن بَعدَ وِصولي لِعمرِي بِكُلِ عِلمِهِ ومَعرِفَتِهِ.. بَل أَصرُخُ إِلَيهِ كَثيراً أَن إِكشِف لِيَ الحَقُ وإِن كُنتُ فَهمتُ خَطأً إِدرِكني مُواجَهَةً أَو بِمُرسَلٍ مِنكَ مِن مَن حَولي.

+ إِنَني أَعرضُ مِن قَناعَتي وإِيماني لِلأَخَرِ ولَهُ أَن يَقبَل أَولا يَقبَل.. أَن يَستَحسِن أَو لا.. وحَتي لَو تَطَرَفَ بِرَدِهِ فَلَستُ أَنا كَذَلِكَ.. ولَكِنَني أَستَمِرُ واضِحاً غَيرُ هَيابٍ.

+ لَيسَ كُلُ ما يُعرَف يُقال.. قَد أَكونُ قَرأتُ كَثيراً وصِرتُ مِنَ العارِفينَ.. ولَكِنَني أُوقِنُ أَنَهُ يُوجَد مَن يَعرِفَ أَكثَرَ مِني وِصولاً إِلي سَيدي الرَبُ الإِلَه.. ولِلحَقِيقَةِ إِنَني أَجحَدُ كُلَ إِفتِخاري بِمَعارِفي وأَسعي أَن أَقِفَ جاهِلاً أَمامَ اللهِ لِيُنعِمَ عَليَ بِمَعرِفَةِ مِن عِندِهِ وليسَت النَفسانِيَة التي مِن عِندَياتي وكِبريائي.. فأَنا لَستُ في مُنافَسَةٍ مَعَ أَحد.. وإِن هَجاني الجَميع فإِنشاءَ الله لَستُ بِمُتَكَدِر.. فَعما فَريب ولَو طَالَ الزَمَنُ سَأَترُكَ الكُلَ حَتي جَسَدُ إِفتِخاري.. فَلَيسَ مِن مُنتَدي أَو مَركَز أَو خِدمَة أَو مَكاسِبَ أُسَرِيَة أَو أَيُ تَكريمٍ أَجعَلَهُ يُسَيطِرَ عَليَ لِأَنَ الكُلَ إِلي حِينٍ ولِمَجد ألله لَيسَ إِلا.. والرَب عِندَهُ التَكريمُ الحَقيقي.. كَما قَال: مَجداً مِنَ النَاسِ لَستُ أَقبَل.. مَجِدني في ذَاتِكَ.

+ أَحتَرِمُ كَثيراً الرِياسات.. كمَن يَكبُرَني سِناً.. أَو مَن هُوَ مُوكَلٌ لِخِدمَتي روحِياً أَو مَادِياً.. فَلا أَتَجَرأُ عَلي أَحَدٍ بِكَلامي كَأَنَهُ يَمزَحُ مَعي.. كَلَمَ اللهُ قَديماً صَموئِيل صَبياً ولَكِنَهُ رَغمَ ذَلِكَ كانَ يَدعو عَالي الكاهِن بِسَيِدي وليسَ بِإِسمِهِ مُجَرَداً.. هَكَذا عَلَمَتنا كَنيسَتُنا الأَرثوذُكسِيَة.. الصَغيرُ يَحتَرِمُ الكَبير بِبَساطَة ولا يُسيءُ لَهُ بِمكرٍ.

+ النَفسُ المُتَضِعَة تَقبَلُ مَعرِفَةً وتَفوزُ بالنُصحِ.. والنَفسُ المُتَمَحوِرَة حَولَ الذات تُجَادِلُ كَثيراً قَولاً وفِعلاً وثِمارِها ناضِجَة لِلعَيانِ.. لِذَلِكَ أَسعي كَثيراً لِلهِروبِ مِن ذَاتي لِإِقتِناءِ مِليء الروح لِمَنفَعَتي وفَخري.

لِلحِوارُ المَسيحي أَدابٌ Eusa_shhh

إِنَ ما كُتِبَ إِنَما هُوَ رَأيٌ أَطرَحَهُ لِلحِوار.. وَهوَ يَقبَلُ التَصويبَ والإِضافَة.

أَمـــين.
_________________