ما هو الكتاب المقدس ( كتاب الكنيسة ) ؟
يتألف الكتاب المقدس من قسمين : أسفار العهد القديم وأسفار العهد الجديد .
قسم اليهود أسفار العهد القديم إلى ثلاثة أقسام رئيسية : التوراة - الشريعة - ,والأنبياء والمزامير, وكُتبت أسفار العهد القديم جميعها باللغة العبرانية, ما عدا أصحاحات قليلة كُتبت بالآرامية, أما أسفار العهد الجديد فلغتها الأصلية اليونانية, وحفظت اليهود توراتها باللغة الأصلية بكل دقة وعناية إلى الوقت الحاضر ,وأخذها عنهم المسيحيون بأمر المسيح نفسه - متى 5 :17 و21 :42 و26 :54 ومرقس 12 :24 ولوقا 24 :27 و45 ويوحنا 5 :39 الخ - لهذا فأسفار التوراة التي نستعملها اليوم هي ذات الأسفار التي كانت بأيدي اليهود في بلاد فلسطين في عصر المسيح وفي كل مكان وزمان . قسم العهد القديم في العصور السالفة إلى اثنين وعشرين سفراً ,على عدد حروف الهجاء العبرانية ,وتقسم في الوقت الحاضر إلى أربعة وعشرين سفراً بفصل راعوث عن سفر القضاة وفصل مراثي إرميا عن سفر نبوته واعتبارهما سفرين كلّ على حدة , وقد جرت عادة أكثرهم أن يقسموا هذه الأسفار كل سفر إلى سفرين أول وثان ,وهي صموئيل والملوك وأخبار الأيام ,ويقسم سفر الأنبياء الإثني عشر إلى اثني عشر سفراً صغيراً ,فبلغت الأسفار بموجب هذا التقسيم الأخير تسعة وثلاثين سفراً ,وهو التقسيم الذي اعتمد عليه المسيحيون .
وبالإجمال تتفق أسفار العهد الجديد مع أسفار العهد القديم في تعيين طريق الخلاص الذي به تتبارك كل الأمم - تكوين 28 :14 - ألا وهو الإيمان بنسل المرأة الموعود به - تكوين 3 :15 - الذي وُلد من العذراء مريم - لوقا 1 :26-33 - ليخلّص شعبه من خطاياهم - متى 1 :21 - الذي بذل حياته فدية عن كثيرين - إشعياء 53 :10 و11 ومتى 20 :28 - وقام لأجل تبريرنا - مزامير 16 :9-11 وأعمال 2 :22-36 ورومية 4 :25 - والذي به وحده يقدر الإنسان أن يبلغ إلى معرفة الله الحقيقية - يوحنا 14 :6 - وينال الخلاص الأبدي - أعمال 4 :12 .
نحن لا نؤمن بعصمة الأنبياء والرسل في أعمالهم اليومية ,لكننا نؤمن أنهم معصومون في تبليغ رسالة الله من أن يزيدوا عليها أو ينقصوا منها أو يلحقوا بها أقل تحريف ,والعاصم لهم هو الروح القدس - متى 10 :20 ومرقس 13 :11 ويوحنا 14 :26 و2 تيموثاوس 3 :16 و2بطرس 1 :21 .
نؤمن كمسيحيين بأن الروح القدس أوحى للأنبياء وكتاب الأسفار بإرادة الله وترك لهم أن يرووا الأحداث بلسانهم البشري وطريقتهم البشرية ولم يلغِ إنسانيتهم أو يجمدها . فإرادة الله وصلت لكن بطريقة وسرد بشر . و نقرأ في رسالة بولس الرّسول الثانية إلى تيموثاوس 16:3 قوله " كُلُّ الكتابِ هو موحى به من الله, ونافعٌ للتّعليم والتّوبيخ, للتّقويم والتَّأديب الّذي في البرِّ. "
هل الكتاب اليوم هو نفسه بالأمس؟
إن كثيراً من النسخ المتضمنة للترجمة اليونانية لأسفار العهد القديم تتضمن أيضاً أسفار العهد الجديد بالأصل اليوناني
أولاً - النسخة السينائية. وتوجد في المتحف الأمبراطوري بمدنية سان بطرسبرج وتعود للقرن الميلادي الرابع
ثانياً - النسخة الفاتيكانية المحفوظة في مكتبة بابا رومية - الفاتيكان – تعود للقرن الرابع
ثالثاً - النسخة الإسكندرانية وهي في متحف لندن. وتعود للنصف الثاني للقرن الخامس
رابعاً - في سنة 1907 اكتشف في دير قديم بقرب سوهاج إحدى مدائن صعيد مصر على أربعة أجزاء من النسخ القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع من باب الاحتمال أو القرن السادس بالتأكيد. واحد منها على سفر التثنية ويشوع وآخر على سفر المزامير. ويشتمل الثالث على البشائر الأربع والأخير على قطع من رسائل بولس الرسول
خامسا - النسخة البيزانية وكانت محفوظة في جامعة كمبردج بانكلترة وكتبت في بداية القرن السادس .
سادساً - النسخة الأفرايمية وقد كتبت في أوائل القرن الخامس. وهي اليوم في المتحف الأهلي بباريس.
يوجد اليوم نسخ كثيرة من الترجمات القديمة للعهد الجديد إلى اللغة السريانية أشهرها - باشيطا - ترجمت ما بين القرن الثاني والثالث للميلاد. ونسخة فيلطس السريانية تمت سنة 508 م ونقحها توما الهرقلي سنة 616. ووجد عدا هذه ترجمات أخرى سريانية. ومما يدل على وجود هذه الترجمات السريانية للعهد الجديد قديماً هو أن طاطيان المولود سنة 110 م ألف اتفاق البشيرين الأربعة وعندنا ترجمته باللغة الأرمنية واللاتينية.
وعن السريانية ترجم ابن الطبيب المتوفي سنة 1043 نسخة عربية تُسمى دياطسرون ومعنى ذلك - اتفاق البشيرين - . واكتشفوا حديثاً قطعاً من ترجمة العهد الجديد من اليوناني إلى سريانية فلسطين التي كانت في عهد المسيح. وكتبت هذه الترجمة في القرن الرابع إن لم يكن قبله. ثم نسخة سنة 600 م وتُسمى نسخة كليماكوس وتشتمل على أجزاء من البشائر الأربع وسفر أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول.
وتُرجم العهد الجديد إلى اللاتينية قديماً كما يقرر ذلك أغسطينوس وإيرونيموس. وترجمه الأخير إلى اللاتينية ما بين سنة 383 و385 م وتُسمى الترجمة العامية وتوجد على الأقل ثمانية آلاف نسخة مخطوطة عن الترجمة العامية المذكورة. بعضها مؤرخ في القرن الرابع وبعضها في الخامس إلى السادس. وهذا كله تم قبل زمان محمد.
وقد تُرجم إلى اللغة القبطية في اصطلاحاتها الثلاثة. وهنا نقول إن العهد الجديد تُرجم كذلك. فالترجمة البحيرية تمت ما بين القرن الثالث والرابع. والترجمة الصعيدية تمت في ذلك التاريخ. وأما اللهجة البشمورية فكانت انقسمت إلى ثلاثة لهجات الفيومية والأخميمية والأقاليم الوسطى. وإلى كل واحدة من هذه ترجم بعض أسفار العهد الجديد أو كلها وأقدمها جميعاً الترجمة القبطية الصعيدية. ونسخها الأصلية ترجع إلى القرن الرابع والخامس.
والترجمة القوطية ترجمت نحو سنة 360 م وأقدمها نسخة أصلية لها كتبت إما في القرن الخامس أو السادس.
وهناك المزيد لكن أكتفي بهذا
هناك نسخة كاملة من الإنجيل الذي كتبه يوحنا وجدت سنة 1923 على بعد 28 كيلومتراً جنوب أسيوط (في مصر) يرجع تاريخها إلى سنة 125م. وهي محفوظة الآن بمكتبة ريلاندز بمنشستر (انجلترا). وهناك أيضاً بقايا نسخة من الأناجيل التي كتبها كل من متى ومرقس ولوقا ويوحنا، مع رسائل بولس الرسول، وجزء من سفر الرؤيا يرجع تاريخها إلى سنة 180م، وجميعها محفوظة أيضاً هناك. وعدا ذلك توجد مجموعة شتوبي التي تحتوي على أجزاء من العهدين القديم والجديد، يرجع تاريخها إلى سنة 200م. كما يوجد مخطوط مدينة دورا (الواقعة على نهر الفرات) يحتوي على أجزاءٍ من العهد الجديد، ويرجع تاريخه إلى سنة 275م، ومجموعة أرسنيوس (بالفيوم - مصر) تحتوي على كثير من أقوال المسيح، ويرجع تاريخها إلى أوائل القرن الرابع.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك ست نسخ كاملة من الكتاب المقدس يرجع تاريخها إلى المدة الواقعة بين القرنين الثالث والخامس، نُشرت صورٌ لبعض صفحاتها في الكتب والمراجع الهامة، كما يتضح مما يلي:
أ - النسخة الإخميمية:
وقد اكتشفها في إخميم بصعيد مصر سنة 1945م العلاّمة شستر بيتي، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث، وهذه النسخة محفوظة الآن في لندن.
ب - نسخة سانت كاترين:
ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع، وقد اكتشفتها بعثة أمريكية بمساعدة بعض الأساتذة المصريين من جامعة فاروق سابقاً الإسكندرية حالياً . وقد أشارت إلى هذه النسخة الجرائد المصرية لا سيما جريدة الزمان في 15 يوليو تموز 1950 وجريدة الأهرام الصادرة في 6 يوليو تموز 1966 عند حديثها عن احتفال جامعة الإسكندرية بمرور 1400 سنة على إنشاء دير سانت كاترين، وعند الاحتفال بإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة عام 1991.
ج - النسخة السينائية:
ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع، وقد عثر تشندروف العالم الألماني على 45 ورقة منها في سنة 1842م في دير سانت كاترين، وعثر على الباقي فيالمدة من سنة 1852-1859م، ثم أهداها إلى الإسكندر إمبراطور روسيا. وقد صُّوِرت صفحاتها سنة 1911 وأُرسلت إلى بعض المتاحف ودور الكتب. ولما قامت الثورة الشيوعية عرضت هذه النسخة للبيع، فاشتراها المتحف البريطاني سنة 1935 بما يوازي بضعة ملايين من الدولارات.
د - النسخة الفاتيكانية:
ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع، وقد سُمِّيت بهذا الاسم لأنها كانت ملكاً لمكتبة الفاتيكان بروما، إذ ورد ذكرها في محتويات هذه المكتبة سنة 1475م. لكن لما اقتحمت جيوش نابليون إيطاليا، نُقلت إلى باريس ليدرسها العلماء بباريس. وفي عام 1889 صُورّت صفحاتها وطُبع منها عدد كبير، أرسل إلى بعض المتاحف والجامعات. ومن الأدلة على قدم هذه النسخة، عدم انفصال كلماتها بعضها عن البعض الآخر.
ه - النسخة الإسكندرانية:
ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس، وتتكون من أربعة مجلدات ضخمة. وقد عثر عليها في الإسكندرية لوكاربوس بطريرك الأستانة، فأرسلها إلى تشارلز الأول ملك إنجلترا، على يد السير توماس سفير إنجلترا في الأستانة سنة 1624م. وأودعت بعد ذلك في المتحف البريطاني سنة 1853م. ويقول رجال الآثار إن النسخة المذكورة كُتبت بواسطة شخص يدعى تكلا وإنها كانت إحدى النسخ التي جُمعت من الإسكندرية سنة 615م لمقارنة الترجمة السريانية عليها. ومن الأدلة على قدمها أن رسائل بولس الرسول ترد بها غير مقسّمة إلى أصحاحات، على نقيض النسخ التي كُتبت بعد القرن الخامس. وقد صُورت صفحاتها سنة 1869م وأُرسلت إلى بعض المتاحف ودور الكتب.
و - النسخة الأفرائيمية:
ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس، وكانت ملكاً لعائلة مديشى في فلورنسا، ثم نُقلت إلى باريس في القرن السادس عشر، حيث أُودعت بدار الكتب بها.
ز - وعدا النسخ المذكورة توجد النسخة الأمبروسانية (وترجع إلى سنة 450م) والنسخة البيزائية (550م) والنسخة الشرقية (820م) والنسخة البطرسية (916م). كما توجد 674 نسخة غير كاملة يرجع تاريخها إلى الفترة الواقعة بين القرنين الخامس والعاشر، وجميعها محفوظة في المتاحف ودور الكتب الأوربية.
أما الدعوى بأنه نظراً لأن النسخة الأصلية للكتاب المقدس غير موجودة الآن، لذلك لا يجوز الاعتماد على النسخ الأثرية السابق ذكرها، فلا يجوز الأخذ بها لثلاثة أسباب:
(1) يرجع تاريخ بعض هذه النسخ إلى سنة 126م، أي بعد الانتهاء من كتابة أجزاء الكتاب المقدس الأصلية بمدة تتراوح بين 60 و25 سنة فقط.
(2) عاصر كثيرون من المسيحيين النسخة الأصلية وهذه النسخ معاً، ولو كان قد حدث أقل تغيير، لثاروا ضده وأعلنوا للملأ حقيقة الأمر.
(3) لا أثر لأصول أهم الكتب القديمة، مثل لوْحَي الحجر اللذين كُتبت عليهما الوصايا العشر، ومع ذلك لا يشك أحدٌ في أن الوصايا العشر الواردة الآن في التوراة هي بعينها التي كانت مدوّنة على اللوحين المذكورين، لأن التواتر العام دليل على صدقها. وهكذا الحال من جهة الكتاب المقدس.
2 - وجود جداول لمحتويات الكتاب المقدس، يرجع تاريخها إلى القرن الثالث وما بعده:
هناك 13 جدولاً للكتاب المقدس يرجع تاريخها إلى القرن الثالث والقرون الأربعة التالية له، يحتوي كل منها على أسماء أسفار هذا الكتاب وملخص كل سفر منه، وأشهرها: جدول مورتوري المحفوظ بميلان، وجدول أوريجانوس المحفوظ بباريس، وجدول يوذينوس، وجدول أثناسيوس، وجدول يوسابيوس، وجدول لاودكية، وجدول سلاميس، وجدول غريغوريوس. وهذه الجداول محفوظة الآن في لندن. وقد قام يوشيان وغيره من العلماء بمضاهاة نسخ الكتاب المقدس القديمة وما جاء في هذه الجداول، على الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا الآن، فلم يجدوا اختلافاً ما، الأمر الذي يدل على أنه لم يحدث به تحريف أو تغيير.
3 - وجود كتب دينية بها اقتباسات كثيرة من الكتاب المقدس، يرجع تاريخها إلى القرن الأول وما بعده:
أ - فمن القرن الأول توجد: (1) رسالة لأكليمندس (أسقف روما سنة 80م) الذي كان رفيقاً لبولس الرسول (فيلبي 4: 3) تحتوي على 59 فصلاً، كلها مواعظ مؤسسة على فصول من الإنجيل. وقد أشار إليها إيريناوس سنة 170م وديونسيوس أسقف كورنثوس سنة 190م. وهذه الرسالة محفوظة الآن بمتحف لندن. (2) ثلاثة كتب لهرميس الذي كان رفيقاً لبولس الرسول (رومية 16: 14) وتتحدث عن حياة المسيح والعقائد المسيحية الواردة في العهد الجديد. (3) سبع رسائل لأغناطيوس (أسقف أنطاكية سنة 95م) تحثّ على التقوى والقداسة والإيمان الحقيقي بالمسيح، وهي محفوظة الآن بمتحف باريس.
ب - ومن القرن الثاني توجد: (1) رسالة لبوليكاربوس (أسقف أزمير، الذي كان تلميذاً ليوحنا الرسول) وهذه الرسالة تتحدث عن صلب المسيح وقيامته وصعوده. (2) تفسير الإنجيل تأليف بابياس أسقف هيرابوليس في ستة مجلدات. (3) كتاب ليوستينوس الفيلسوف يدافع فيه عن المسيحية، ويجادل بشأنها كثيرين من بينهم شخص يهودي يدعى تريفو. ولهذا الفيلسوف أيضاً رسائل موجّهة إلى الأمبراطور تيطس أنطونيوس والإمبراطور ماركوس أنطونيوس. وأيضاً إلى أعضاء مجلس السناتو في روما، يوضح فيها أسباب اعتناقه للمسيحية. (4) كتاب لهيجسبوس يصف فيه رحلته إلى الكنائس الشرقية والغربية. سجل فيه أنه وجد الكنائس المذكورة تسير وفقاً للتعاليم الواردة في إنجيل يسوع المسيح. (5) كتاب لإيريناوس أسقف ليون ذكر فيه ما سمعه عن رسل المسيح الإثني عشر، من الأشخاص الذين عاصروهم. (6) كتاب لأثيناغورس أحد فلاسفة المسيحيين القدامى سجل فيه أن الكنائس تواظب على دراسة إنجيل المسيح المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا. (7) كتاب للفيلسوف أرستيدس يتضمن خلاصة التعاليم المسيحية، وقد أهداه مؤلفه إلى الإمبراطور أدريانوس. ( كتاب اتفاق البشائر الأربع بقلم تيتيانوس. (9) تفسير الإنجيل بقلم باتنينوس وآخر بقلم أكلمندس. (10) مؤلفات ترتوليان الفيلسوف عن العقائد المسيحية.
ج - ومن القرن الثالث توجد (1) كتب أوريجانوس في التفسير والبحوث الدينية، وعددها كما يقول المؤرخون أكثر من 500 كتاب. (2) تاريخ الكنيسة وتعاليمها الأساسية ليوسابيوس المؤرخ المشهور. (3) كتب غريغوريوس أسقف قيصرية، وديونسيوس أسقف الإسكندرية، وكبريانوس أسقف قرطجنة وكلها تحتوي على دراسة للعقائد المسيحية، وتفسير لبعض الآيات الكتابية، وكثير من الحوادث التاريخية التي جرت في القرنين الأول والثاني.
وقد أحصى العلامة ميل والسير دافيد وغيرهما من العلماء، الآيات التي اقتبسها أصحاب الكتب المذكورة، فوجدوا أنها تبلغ حوالي ثلاثة أرباع الآيات الواردة في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا، وتحوي كل آيات العهد الجديد ما عدا إحدى عشرة آية. كما وجدوا أنه ليس هناك اقتباس في هذه الكتب إلا وهو موجود في هذا الكتاب. وقال غيرهم من العلماء إنه لو ضاعت نسخ الكتاب المقدس الحالي من الوجود، لأمكن جمع معظمه من الكتب الدينية السابق ذكرها، الأمر الذي يدل على أن نسخة الكتاب المقدس الحالية هي هي كما كانت منذ القرون الأولى، دون تغيير أو تبديل.
كلمة أخيرة :
قضى أستاذ اثنتين وأربعين سنة يدرس الكتب الشرقية وكتب بعد ذلك مقارنة بينها وبين الكتاب المقدس، قال فيها:
كّوِم هذه الكتب على جانب مكتبك الأيسر إذا شئت. ولكن ضع كتابك المقدس علىالجانب الأيمن وحده بمفرده وبينه وبينها كلها مسافة . فهناك فعلا مسافة كبيرة تفصل هذا الكتاب الواحد عنها كلها فصلا كاملا وإلى الأبد.