أبونا متى ذوالقلب الكبير
كيف يكون لى قلب كبير مثل قلبك أيها الأب الكبير ، إن القلوب الصغيرة أفكارها صغيرة وإحتمالها ضعيف وقليل بل لاتقوى على الإحتمال إلا أوقات قليله ، أما القلوب الكبيرة بالحب والخير هى كبيرة لأجل ذاك الذى بداخلها ، وأنت ياأبى الجليل ، وياأبُ كل رهبان برية شيهيت بل وأب كل الرهبان الأحداث ، قلبك قد إتسع لكل هؤلاء بكل الحب والإحتمال ، فلم تبخل على هذا الجيل أو على الجيل الذى تلاه بكل ما أعطاك الله من مواهب أو خبرات وإختبارات إلا وأعطيتها بإخلاص وحب ، هذا هو الحب الذى نفتقده الأن ياأبى ، لقد كان أول إهتمامك بهؤلاء الرهبان هو كيفية تسليمهم المبادئ الرهبانية الأصيله ، وكيف تصل بهم إلى الأية التى تقول "معك لا أريد شيئا على الأرض" وهذا الذى نجحت فيه بإقتدارياأبي ، والدليل أن دير القديس أبو مقار من الأديرة التى تحافظ بصدق وحب العاشقين للرب على الرهبنة الأصيله التى لم تفقد أىَّ من روحانيتها أو مهابتها أو سلوكياتها
ولم يكن عطائك قاصر على هؤلاء الرهبان (الذين أنكروا كل مافعلت سابقا) بل هذه الموهبه التى حباك الله بها كانت معك منذ نعومة الأظافر ..
كنت تشعر باألام الأخرين بل أن الحب لم يفارقك حتى بعد أن أساءوا إليك كثيرا فلم تتعب نفسك فى التفكير بالرد عليهم بل لم تفكر أصلا فى أحقادهم وكان الرد المناسب لهم والمتوافق مع شخصيتكم كراهب حقيقي ، هو كتاب به كم من الروحانية وعمق الشركة الحقيقية يجعل القلوب تذوب إشتياقا لتعيش فى حضن الأب ، لقد كان إشتياقك للحياة الرهبانية من عمق القلب ليس من ورائه أية أهداف إلا ترك كل شيئ والحياة مع الله بدون أية إرتباطات عالمية ، حتى المناصب ذهدت فيها ، لذا من بين الرهبان الرهبان حباك الله وجعل بصيرتك تنفذ إلى أعماق السر الإلهي بدون أية تطلعات منك ولكن بالحب الذى ملأ قلبك وبالبساطة والصدق والصراحة الروحية والحياة العميقة التى كنت تعيشها ، ومن الطريف بل ومن المنطقى أن تنقل كل هذه الخبرات لأبنائك الرهبان الذين تمسكوا بكل تعاليمك وقبلوها عشقا وحبا فى الحياة الصادقة وهم ليسوا مثل الأخرين الذين مع أول عقبة تركوك وهربوا طمعا فى منصب أو مكان أكثر راحة لهم حتى فى توحدهم ، فلم يعيشوا فى الريان المملؤ بالمياة المالحة وتيارات الهواء التى جلبت لكم كثير من الأمراض ، ولكن مع كل هذه التجارب كان الله معك دائما وكانت وعودة دائما مطمئنة للقلوب المحبة بصدق .
فعند إنتخابات البطريركية لم تسعى إلى تقديم نفسك بل غيرك هم الذين قدموك ، وبالرغم من أنهم أخرجوك من الترشيحات بلعبة يعرفون مقدما إنها كاذبة لكنك لم تهتم ومن الخطابات التى نشرها البعض بخصوص هذا الموضوع تبين فرحك بخرجوك من هذا الترشيح لأن البطريركية لم تكن مشتهاك ولكن الشهوة الحقيقية هو حبك للرب يسوع والحياة معه بكل كيانك خاصة بعد أن أنار عليك ببصيرة روحية وإنفتاح طاقات الحب الإلهى وإغداقة عليك بكثرة فدخلت فى عوائص الأمور اللاهوتية ودخلت فى علاقة مع كل شخصية من شخصيات الكتاب المقدس ، ومع كل شخصية ينفتح عليك حب جديد وفهم جديد فأصبح قلبك مليئ بالشخصيات التي زرعت الحب فى القلوب ، أما أنت فأخذت هذا الحب لتنثرة على كل البشر دون أية تفرقة بين مسلم أو مسيحي ، فأصبح لك ياأبي بستان من زهور المحبة فى كل مكان وفى كل قلب ، لقد زرعت الحب وأثمرت الزرعة وأنتجت رهبان وأبناء مملوكين للأب وهذا ماكنت تشتهية وما كنت تسعى إليه من البداية . وفعلا الذين يزرعون بالد موع يحصدون بالإبتهاج وها أنت واحد من هؤلاء ، بل الوحيد من هؤلاء ..
وبالقدر الذى يحاربونك ويمنعون كتبك من أن تباع فى البطريركية إلى الأن بنفس هذا القّدر عينه أجد الكثير من الأساقفة يملكون معظم ما كتبت إن لم يكن كل ما كتبت ، وقد سألت أحدهم فأخرج لى من شنطتة عدة كتب لك ياأبى ، فأنت بحق مُعلم كل هذه الأجيال ومن ينكر هذا فهو جاهل بأحوال الحياة الروحية ، إن الكُتب التى كتبتها لم تكن تبغى من ورائها شهرة أو حب فى الظهور ولكن كان هدفك روحى بحت لذا فهى إخترقت النفوس بعمق المحبة التى فيها ونبل الهدف الذى من ورائها كتبتها ، لذا كلماتك تسرى فى داخل القلب وتخترق مفارق النفس تبكتها على أيام الجهل التى مضت ، لم تترك موضوعا إلا وتكلمت فيه بعمق وحب فكانت كلمات كتبك تدخل القلب بحب وعمق أيضا ..
كثيرة أعمالك لا تكفيها ألاف المقالات ، حتى كلمات المديح تخرج باهتة لأنها لا تستطيع أن توفيك حقك ولا أن نجد كلمات بليغة لمدحك ، والمطمئن أنك لم تحب المدح فى حياتك ولا كلماتة وإعتبرت نفسك دائما إنك غريبا على الأرض............