ولد هذا البطريرك من أبوين مسيحيين في مدينة الإسكندرية وعلماه وهذباه وألحقاه بمدرسة الإسكندرية أيام أن كان أوريجانوس مديرًا لها، وقد تفقه في اللغة اليونانية ثم درس العلوم الدينية والفلسفية، وكان رجلاً يخاف الله فرسمه البابا ياروكلاس الثالث عشر شماسًا على كنيسة الإسكندرية ثم رسمه البابا ديونيسيوس الرابع عشر قسًا وعينه واعظًا للكنيسة المرقسية فتفانى في خدمة الشعب وتعليمه. ونظرًا لتقدم القس مكسيموس في الفضيلة والعلم اختاره الآباء الأساقفة لكرسي البطريركية بعد نياحة البابا ديونيسيوس، وقد تمت رسامته بطريركًا لما كان مشهودًا به من أنه قد تحمل الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس بصبرٍ عجيبٍ وهدوء ورضى، فذكر له الشعب هذا الاحتمال وانتخبه ليكون الخليفة الخامس عشر للقديس مرقس. وقد تمت رسامته في 13 هاتور سنة 265م، وفي عهده استتب السلام لأن نار الاضطهادات التي كانت مشتعلة في رئاسة البابا ديونيسيوس كانت قد أخمدت.
رسائل إيمانية
بعد مدة يسيرة وصلت رسالة من مجمع إنطاكية المكاني تتضمن أسباب حرم بولس الساموساطي وأتباعه، فانتهز البابا هذه الفرصة وقرأها على كهنة الإسكندرية ثم حرر رسالة إلى شعبه يطلعه فيها على سموم هذه البدعة وحذره من الانزلاق فيها. كذلك حذرهم من بدعة ماني، فكتب رسالة أوضح فيها ما تنطوي عليه من ضلال فكانت هذه الرسالة الرعوية أشبه بالبلسم الشافي للقلوب الجريحة. استمر هذا البطريرك في رعاية شعبه مجاهدًا وحارسًا لهم ومثبتًا للإيمان بالعظات والرسائل الرعوية والإنذارات. على أن ما اشتهر به من قداسة ومداومة على التعليم جعلت شعبه يجله مدى حياته وبعد مماته. وقد قضى في الكرسي البابوي مدة سبعة عشر سنة وخمسة أشهر وانتقل في 14 برمودة سنة 282 م.