ميداد عضو نشيط
عدد الرسائل : 591 العمر : 37 شفيعى : القديس العظيم مار جرجس الرومانى تاريخ التسجيل : 31/05/2008
| موضوع: كثرة الكلام لا تخلو من معصية الجمعة يونيو 27, 2008 8:28 am | |
| اجعل لكلامك ميزانًا
(سي29:28)
Xيُعتبَر الكلام هو وسيلة التخاطُب والتفاهُم الرئيسية بين البشر. فبالكلام يُعبِّر الإنسان عمّا يجول في أفكارهِ، وعن مكنونات قلبه. ويترك الكلام الذي نتحدَّث بهِ أثرًا كبيرًا على السامعين إيجابًا كان أم سلبًا. لهذا يصبح من الضروري أن ننتبه لما نقول، وأن نكون حريصين في كلامنا. "لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحًا للبُنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمةً للسامعين" (أف 21:4-24،29). * يُبيِّن القديس يعقوب في هذا الإصحاح من رسالتهِ: أهمية اللسان الفريدة، وتأثيرهُ العميق على مسار حياتنا كله. ويبدأ باستخدام مثال اللجام في أفواه الخيل، فإذا استطعنا أن نضع لجامًا في فم حصان، استطعنا أيضًا أن نُدير جسمه كله أينما نريد. والحصان في الكتاب المقدَّس يرمز إلى القوة الجسدية، فمهمّا كان الحصان قويًّا، يمكن أن نُسيطر عليه تمامًا بواسطة اللجام في فمه. نعم، إن الطريق إلى إخضاعحصان قوي هو فمه، وكذلك بالنسبة إلينا أيضًا: القوة التي تسيطر على أفواهنا، تسيطر بالتالي على حياتنا كلها. "إن كان أحد فيكم يظن أنه دَيِّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة"(يع 26:1). والمثال الثاني: فيه يُشبِّه يعقوب اللسان بدفّة السفينة، فالسفينة الضخمة التي لا تتحرك إلاّ بقوة الرياح العاصفة، تعتمد في تحديد مسارها على شيء صغير جدًا هو الدفّة. فإذا استخدمنا الدفَّة بطريقة ملائمة سليمة، ترسو السفينة إلى الشاطىء سالمة آمنة، أمّا إذا أسأنا استخدام الدفة فتتحطَّم السفينة وتغرَق. هكذا أيضًا في حياتنا كما يقول يعقوب: اللسان هو الدفَّة في سفينة الحياة، هو يُحدِّد مسارها. فإذا استخدمنا اللسان بحكمة، قادنا إلى ميناء الخلاص، وإذا أسأنا استخدامه تحطَّمت سفينتنا وهلكنا..! "ليَكُن كلامكم كل حين بنعمةٍ، مُصلَّحًا بملحٍ، لتعلموا كيف يجب أن تجُاوبوا كل واحدٍ"(كو6:4). المثال الأخير الذي يُقدِّمه القديس يعقوب هو السُّم المُميت، فاللسان أداة قاتلة يمكن أن تُنتِج سُمًّا مُميتًا يسري وينتشر في كل أجزاء الجسم.. فتُميته. "الكلام الحسن شهد عسل، حلو للنفس وشفاء للعظام"(أم24:16). ثم ينبِّهنا يعقوب الرسول إلى خطورة الجمع بين الكلام الجيِّد والكلام الرديء، فيقول: "لا يصلُح يا إخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا. ألعلَّ ينبوعًا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمُرّ؟! هل تقدر يا إخوتي تينةً أن تصنع زيتونًا أوكرمة تينًا. ولا كذلك ينبوع يصنع ماءً مالحًا وعذبًا" (يع 9:3-12). وهو يُكرِّر هنا ما سبق وقاله لنا ربنا يسوع المسيح:"الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يُخرِج الصلاح، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يُخرِج الشر. فإنه من فضلة القلب يتكلَّم فمه" (لو45:6)..فما يَخرُج من فمي يُشير إلى ما في قلبي، ويكشفه..! Xربي وإلهي حبيبي يسوع المسيح.. أعطني لسانًا يشكرك ويُسبِّحك على أعمالك العظيمة معي، وأعطِني لسانًا يُفرِّح ويسند ويُشجِّع إخوتي.
| |
|