ومضى قطار الزواج

توقفت كثيراً قبل كتابة هذا المقال، فما الذي يمكن أن أكتبه في مشكلة تخص مجتمع بأكمله كهذه؟، وهل كلماتي ستقدم الحل لمثل هذه المشكلة؟.. إننا في مجتمع ينظر للفتاة غير المتزوجة بنظرة سلبية، محاولين إيجاد سبب عدم زواجها حتى هذا السن، وللأسف هذه الأسباب كثيراً ما تكون مؤلمة للفتاة لأنها شخصية، مثل .. ليست جميلة .. حادة الطباع .. أخلاقها .. أهلها ... وهكذا. ولكن هذا التفكيريتجاهل أمرين هما :
1.العنوسة ليست فقط للإناث ولكنها أيضاً للذكور، فكما يوجد فتيات يفوتهن قطار الزواج، يوجد أيضاً شباب يفوتهم قطار الزواج.
2.أسباب العنوسة لا يشترط أن تكون لعيوب شخصية، ولكن لها أسباب أقوى من ذلك، وهي أسباب اقتصادية، تخص المجتمع الذي نعيش فيه، مثل:
* عدم قدرة الشباب على تأسيس أسرة بسبب ارتفاع أسعار الشقق والأثاث ... وما إلى ذلك من متطلبات الزواج.
* وضع الفتاة شروط للزواج يجد الشاب نفسه غيرقادر على تحقيقها.
* عندما يصل الشاب لمرحلة القدرة مالياً على تأسيس أسرة وبيت يكون قد بلغ من العمر فوق 35 سنة، ولكنه يرفض أن يتزوج من فتاه في مثل عمره أو حتى في بداية الثلاثنيات، ويتزوج من فتاة في العشرينات، مما يزيد من نسبة العنوسة للفتيات فوق سن الثلاثين.
الكثير والكثير من الأسباب الاقتصادية التي تؤدي لانتشار العنوسة في المجتمع. وقد أثبتت آخر الإحصائيات تزايد عدد العنوسة في الآونة الأخيرة، حيث وصلت الآن إلى 7 مليون عانس، منهم 4 مليون فوق سن 35 سنة.
عزيزي القاريء:
بالرغم من كل شيء يجب أن لا تعتبر عدم الزواج هو نهاية العالم لك، وثق أن حياتك كلها بين يد الله هو يقودها، يقول الكتاب المقدس في جامعة 1:3"لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ."، فالله في يده كل الأمور، لذا بدلاً من أن تجلس وأنت تضع يدك على خديك مهموم، استثمروقتك في أمور مفيدة لك ولتطوريك، ولا تسمح لليأس والإحباط أن يدخلا لحياتك لأنهما سيدمرانك، بل أعمل جاهداً أن تنجح في حياتك، ولا تتوقف عند محطة قطار الزواج، وتجعل حياتك كلها متوقفة بسبب هذا الأمر.
لنتذكر معاً "لليان تراشر" التي اهتمت بالأطفال الأيتام والذين لا مأوى لهم، حيث وفرت لهم مكان يحميهم من شر العالم، هذه الإنسانة العظيمة لم تكن متزوجة، ولم تتوقف حياتها بسبب هذا بل كانت لها رسالة في العالم ورسالتها تركت بصمة لها تأثير حتى الآن.
أخيراً: لا ترهق ذهنك بهذه الأسئلة : لماذا لم أتزوج حتى الآن؟ ..ما السبب؟ .. ماذا يقول الناس عني؟ ...
بل أترك هذا الأمر بين يدي الله وضع هذه الأسئلة أمامك:
ماذا تريد مني يا رب أن أفعل؟ .. ماهي الرسالة التي تريد أن أقوم بها حتى أكون مفيداً ومؤثر على الآخرين؟
اجعل هذه الآية شعاراً لك:
"لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ" فيلبي 6:4
__________________

متسلط بقوته إلى الدهر عيناه تراقبان الأمم