تقول أدلة أوردتها دراسة حديثة إن بإمكان 1.5 مليار شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم حول العالم التحكم في علاج المرض بصورة أفضل من الاعتماد على طبيب. وأفاد الباحثون في "مجموعة الصحة" (Health Group) - هيئة أمريكية غير ربحية معنية بالرعاية الصحية ومقرها سياتل
- أن مرضى الضغط ممن أتيحت لهم سهولة الوصول لصيدليات إلى جانب نظام تحكم ذاتي مرتبط بالشبكة الإلكترونية، أظهروا قدرة في التحكم على المرض أفضل من سواهم ممن يخضعون لإشراف طبيب.
وتمكنت تلك الفئة من خفض قراءات مؤشر الضغط بقرابة 30 نقطة في المتوسط، وفق الدراسة التي استغرقت عاماً.
وقال د. دانيال جونز، رئيس جمعية القلب الأمريكية وعميد كلية طب جامعة "ميسيسيبي": "السيطرة على ارتفاع الضغط تتناسب تحديداً مع هذا النوع من التقنية.. استخدمنا التقنية التقليدية لعدة أعوام وكانت النتائج مخيبة."
وشملت الدراسة أكثر من 700 مريض، أخضع 258 منهم للنموذج التقليدي في السيطرة على المرض عن طريق مراقبة طبيب.
وتم تقسيم بقية المشاركين إلى فئتين: الأولى - مرضى وفرت لهم أجهزة طبية إلكترونية لقياس معدل ضغط الدم مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، وترسل القراءات إلى أطبائهم الذين قاموا بتسجيلها في ملفات يستطيع مرضاهم مراجعتها.
وقدمت للفئة الثانية ذات التسهيلات المتوفرة للفئة الأولى، بالإضافة إلى صيدلي، ساعد في تقييم قراءات المرض ومساعدته في تعديل الجرعات العلاجية، عند الحاجة. وبعد مرور عام، تمكن المرضى ممن أخضعوا للعناية المنزلية، وبواقع الضعف، من خفض ضغط الدم إلى دون مستوى 90/140، مقارنة بأندادهم ممن أخضعوا للعناية الطبية التقليدية.
إلا أن تراجع ارتفاع ضغط الدم كان مذهلاً (قرابة 28 نقطة أدنى قراءة في أعلى الأرقام) ممن أتيحت لهم كذلك فرص التواصل مع صيدلي.
وقالت د. بيفرلي غرين، التي قادت الدراسة: "هناك فرص وبواقع ثلاثة أضعاف أن يتمكن هؤلاء الناس من التحكم في ارتفاع ضغط الدم، وبمساعدة صيدلي، عن أولئك الذين يخضعون للعلاج التقليدي."
وتأتي الدراسة في أعقاب تقرير علمي نشر في أكتوبر/تشرين الأول كشف عن تزايد سريع في استخدام أدوية الكولسترول وضغط الدم بين الأجيال الشابة بوتيرة تفوق استخدامات كبار السن.
وأشارت البيانات أن استخدامات عقاقير خفض ضغط الدم قفزت من قرابة 7 في المائة عام 2001، إلى 21 في المائة ما يعني تعاطي نحو 8.5 مليون أمريكي، من تلك الفئة العمرية، للعلاج.
وعلق د. روبرت إيبستين، رئيس الأطباء في "ميدكو" قائلاً: الأمر كان بمثابة المفاجأة لنا، ربما الحقيقية أننا نرى المزيد من الأجيال الشابة المصابة بارتفاع الكولسترول وضغط الدم فيما قد يعد مؤشراً على ظاهرة السمنة والبدانة التي نشهدها في هذا البلد."
وأكدت مصادر طبية أخرى تزايد معدلات الإصابة بارتفاع الضغط والكولسترول بين الأجيال الشابة، إلا أنها نفت أن تكون بالحجم الذي أظهرته تلك البيانات. وعلى الشق الآخر، تزايدت استخدامات العقاقير المعالجة لضغط الدم، وبين كبار السن من 65 إلى ما فوق، بواقع 9.5 في المائة، وإلى 52 في المائة بالنسبة لعلاج الكولسترول.
وأظهرت إحصائيات الصحة الفيدرالية أنه بالرغم من تراجع إجمالي أعداد المصابين بارتفاع الكولسترول، خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن الإصابة به تزايدت بين الفئة العمرية بين 20 إلى 34 عاماً.
وفي المقابل حافظت معدلات المصابين بضغط الدم عند مستوياتها، أو ارتفعت قليلاً، بين تلك الفئة العمرية، فيما ارتفعت بشدة بين النساء ما بين 35 إلى 44 عاماً.