صلة الكتاب المقدس بحياتنا الروحية

قد تمتعتُ بكلمة الإنجيل جداً، ولكن ليس بذهني. أخاف أن يُفهم كلامي على أنني صرتُ عالماً في الكتاب المقدس، فلا أنا عالمٌ ولا أي شيء؛ أو أنني صرتُ مفسِّراً، ولا أنا مفسِّر ولا أي شيء. ولكن مُتعتي بالكلمة هي في كونها صارت لي أباً ومرشداً ومعلِّماً وطبيباً يقطع بمشرط! نعم، إنها سيفٌ ذو حدَّين، يدخل ويقطع السرطانات، أي النموات الكاذبة التي تؤدِّي إلى الهلاك. فالكلمة «حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدَّين» (عب 4: 12)“.

”هذا هو، في الواقع، عمل الكلمة في حياة المسيحي: «مصباح لرجلي كلامك ونور لسبيلي» (مز 119). ما وجدتُ في الطريق كله مُعيناً ومُرشداً لي في حياتي مثل كلمة الإنجيل، عندما ينحني الإنسان برأسه تحتها كما ينحني لملك سماوي ويطلب بإلحاح أن الكلمة تدينه، لأنك إن لم تطلب أن تدينك الكلمة فأنت سوف تدينها، أي إن لم تستطع أن تجعل الكلمة دياناً لك، فستكون أنت دياناً لها، وحينئذ لن يمكنك أن تأخذ من ورائها أية بركة، بل ستأخذ منها معرفةً لكي تظهر بها وتتاجر بها وتُعلِّم بها لكي تَكبَر بها نفسياً. أما إذا كرَّمتَ الكلمة وجعلتها هي مُعلِّمك وطبيبك، فسترى نفسك سائراً وراءها وأنت في أمان“(2).

”عندما تقرأ الكتاب المقدس لا تضعه تحت مستواك، بل ضعه فوق مستواك(3) باعتبار أنه مُعلِّم لك وأنت التلميذ الذي لا يفهم شيئاً“.
ذلك لأن الذي يضع الإنجيل تحت مستواه بكبريائه سينقد معانيه ولن ينتفع منه شيئاً إذ يصير ديَّاناً للكلمة! أما الذي يضعه فوق مستواه فيكون تلميذاً متواضعاً يتعلَّم كل شيء نافع له من هذا الخطاب المُرسَل له خصيصاً من الله.
[size=25]الأب متى المسكين: [/size]

صلة الكتاب المقدس بحياتنا الروحية Viewphoto1_204

ميرسى اوى على الموضوع الجميل