ميداد عضو نشيط
عدد الرسائل : 591 العمر : 37 شفيعى : القديس العظيم مار جرجس الرومانى تاريخ التسجيل : 31/05/2008
| موضوع: كثرة الكلام لا تخلوة من معصية الأحد يوليو 13, 2008 7:57 am | |
| اللسان الهادئ محبوب من الكل، واللسان غير الهادئ يوقع صاحبه في أخطاء كثيرة، وعدم هدوء اللسان له مظاهر عديدة نذكر منها: 1- اللسان الكثير الكلام، الذي لايتوقف بينما يقول الكتاب "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم19:10) يحتاج كل إنسان أن يُلجِم لسانه، ولا يتركه على حريته على جامحًا يجري من موضوع إلى موضوع، بغير انضباط وبغير هدوء.. وإن لم يستطع فليصلِّ ويقول "ضع يارب حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا لشفتي" (مز3:141). 2- ومن عدم هدوء اللسان: حِدّة الصوت وعلوه. الهادئ يتكلم بصوت هادئ، كأنه النسيم العابر، أما غير الهادئ فيتكلّم بصوت كأنه العاصفة الهوجاء. 3- من مظاهر عدم هدوء الصوت أيضًا: الألفاظ الشديدة الجارحة. إنسان مثلاً، كلامه شديد وصعب، كلام مُرّ وجارح، ناقد ولاذع وهدّام، تخرج الكلمات من فمه، كأنها قذيفة اندفعت من صاروخ، بينما يستطيع هذا الإنسان أن يعبِّر عن رأيه وقصده بألفاظ هادئة. 4- ومن مظاهر هدوء اللسان هدوء الحوار: الإنسان الهادئ يناقش في هدوء، لكي يكسب الآخرين، أما المناقِش غير الهادئ، فإنه يتحوّل في الحوار إلى عراك وإلى شِجار، تحمَى فيه المناقشة، ويتوتر الجو، ويتكهرب إلى أبعد حد. تجد أسلوبه تحفزًا وهجومًا، واستعدادًا عنيفًا للرد قبل أن يسمع الرأي، وهو يحاورك لا لكي يفهِّمك أو يصل معك إلى الحقيقة.. إنما يناقشك لكي يُفحمك، ولكي يهزمك، ويحطِّم آراءك ويُظهر ضعفك. وأثناء المناقشة لا مانع من أن يتهكم عليك وعلى آرائك، ويهزأ بك وبها... كأنك عدو يريد أن ينتقم منك. أما المناقش الهادئ فأنه يكسبك صديقًا أثناء حواره، يتكلم بموضوعية، بكل هدوء، ولا يتعرض لشخصك، ولا يقاطعك أثناء الكلام، وإن كنت ثائرًا يهدئك... ليس المطلوب فقط أن يكون اللسان هادئًا، بل بالأكثرأن يكون أيضًا مُهَدِّئًا... ومن أمثلة الكلام المهدِّئ، قول الكتاب: "الجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيج السخط" (أم1:15) الشخص الهادئ يفيض بهدوئه على الآخرين فيهدئهم إن كانوا ثائرين. أما غير الهادئ فيعديهم بهياجه، ويثيرهم إن كانوا هادئين.
[من كتاب (الهدوء) لقداسة البابا شنودة الثالث] | |
|