أراد أحد السائحين أن يأخذ صورة لشحّاذٍ فقير، فرأى في الطريقشحاذاً تدلّ ملابسه على شدّة بؤسه وفقره. ولكن لم تكن معه حينئذٍ الكاميرا، فأعطىذلك الفقير مئة ليرة وأمره أن يأتي إليه في الفندق الذي يُقيم فيه، وأعطاه اسمهورقم غرفته حتى يأتي إليه في اليوم التالي.
ففرح الرجل جداً وانتظر أن ينال مبلغاًكبيراً من المال. وفي الموعد المُحدّد ذهب إلى الفندق وقرع باب غرفة السائح، الذيفتح فرأى أمامه رجلاً في ملابس أنيقة وقد غسل وجهه وبدا عليه كأنه أحد الأغنياء،فسأله السائح: من أنت؟ فأفهمه بأنه هو الشخص نفسه الذي تقابل معه في الطريق بالأمس،وطلب منه المجيء إليه لأخذ صورته! وعندئذٍ دُهش السائح جداً وقال له: إنني قصدتُ أنأصوِّر الشحاذ لا الشخص الغني الواقف أمامي الآن، وما قصدتُ إلاّ أن آخذ صورة فقيربائس كما رأيتها بالأمس.
أحياناً نفكّر أن نأتي إلى الله بطريقة هذا الشحّاذ نفسها، فنحضرإلى الكنيسة في ثياب بهيّة وقد بدا على وجوهنا الغرور والافتخار في محاولة منَّالتجميل الصورة أمام الله الذي يعرف كل شيء. إنه يريدنا بصورتنا الحقيقية مُعترفينبضعفنا وتقصيرنا وبؤسنا.
إنّ الخطوط التي تبدو مُستقيمة جداً في نظرنا، سوف تبدو مُتعرِّجةكأسنان المنشار إذا وضعناها تحت المجهر. وإذْ ترسم خطاً بالقلم على قطعة من الورقتُدهش إذ ترى الخط مملوءاً من النتوءات والتعاريج تحت المجهر. كما أنّ الورق الذييبدو ناعماً بين أيدينا هو في الحقيقة في غاية الخشونة. وهكذا فإنّ أعمالنا التيتظهر أمامنا مُستقيمة وصالحة هي في عين الله الفاحصة معوجَّة جداً.
كشفت الشرطة في إحدى المدن عن رجل مُخادع يلبس ملابس الضّباط،وعندما أمسكوا به وساقوه إلى قسم الشرطة، كان خجله عظيماً جداً واجتهد في الطريق أنيخلع تلك الملابس، فلم يمكِّنه رجال الشرطة من ذلك. وكم بدا خداعه بارزاً عندما وقفبين الضباط الحقيقيين. إنّ أي ثوب آخر غير ثوب برّ المسيح في اليوم الأخير سيكونمُخزياً جداً. فهل لبسته؟
آية اليوم
فلما دخل الملك لينظرالمتّكئين، رأى هناك إنساناً لم يكن لابساً لباس العرس فقال له: يا صاحب، كيف دخلتإلى هنا وليس عليك لباس العرس؟(متي 22: 11 – 12)