أين زوجي الأنيق المرح الذي تزوجته؟

أين زوجي الأنيق المرح الذي تزوجته؟

تشتكي معظم النساء من التغيير الذي يحصل للزوج خلال سنوات الزواج الأولى، ولا تقتصر الشكوى من الرجال فقط الذين يشكون عادة من زوجاتهم بأنهن بدأن يهملن أنفسهن ومظهرهن وتحول الاهتمام بالكامل إلى البيت والأولاد. وفي تعليق لمجموعة من الزوجات كانت النتيجة التي أجمعن عليها هي: كان زوجي أنيقا رقيقا في كلامه ومشاركته معي قبل الزواج، ولكن بعده أصبح حديثه بحدود وكرشه ممدود.

والسؤال هنا لماذا يحدث الإهمال حينما يدخل الحبيبان إلى عش الزوجية ويمتلئ البيت بالأولاد؟

فيقع اللوم دائما على الزوجة أولا حيث يطالبها الرجل بأن تبقى تلك الأميرة التي تهتم به وتلبي طلباته العاطفية ، وأيضا يتوقع منها أن تقوم بدورها كأم وربة بيت على أكمل وجه، مع المحافظة على جمالها ومظهرها لكي يمتع عينيه وقلبه بها، وفي الوقت نفسه لا يبذل الرجل أي مجهود لكي تظل صورته كما كانت عليه في السابق، أو يعينها لكي تحافظ هي بدورها على صورتها التي عهدها قبل الزواج عن طريق تقديم يد العون لها ومساندتها في أعبائها الكثيرة التي لا تنتهي على مدار اليوم.

وقد أكد علماء النفس والاجتماع على أن التغيير شيء طبيعي وصحي في حياة الأزواج ولكل مرحلة خصوصيتها وملامحها ولكن الإهمال هو الشيء المقلق فعلا، حيث أن الفرد والمجتمع يختلف من وقت لآخر، حيث يمر الزوجان بمراحل متدرجة من شخصين إلى عائلة صغيرة ومن ثم عائلة أكبر واهتمامات جديدة ومختلفة، وتتغير تبعا لذلك الظروف المادية والإمكانات الأخرى كالصحة والميول ويحدث الذوبان الحقيقي بين الطرفين بحيث تصبح العلاقة أعمق من بعض المظاهر الخارجية التي لا تعد ذات قيمة في حياتهما، ولذلك نجد الطرفين يبحثان في بعض الأوقات عن تلك الصورة الجميلة التي كانت في الآخر قبل الزواج، ولكن في الحقيقة أن العلاقة أصبحت بمستوى أنضج وأعمق من مجرد النظر إلى الشخص من الخارج.

وهذا ما يحتاج أن يدركه الطرفان عن طبيعة العلاقة الزوجية وتطوراتها، حتى لا يقع الأزواج تحت حسرة الماضي والبكاء على الأيام الخالية التي كانت مفعمة بالعواطف الجياشة إلى علاقة أكثر نضجا وعمقا. ولكن مع ذلك لا تهمل كرجل هذه الناحية المهمة في الحياة الزوجية وهي التعبير الرقيق عن مشاعرك بين الحين والآخر، وأيضا الاهتمام المعقول بمظهرك الجذاب الذي ينعكس إيجابيا على نظرتك لنفسك ونظرة زوجتك أيضا