قصص حقيقية أغرب من الخيال
(ولكنها ستحدث عن قريب بكل تأكيد)
استيقظت كعادتي كل صباح، وفي يوم عطلتنا العائلية، فركت عينيَّ، وحالا تأكدت أن أمرا غريبا قد حصل، فأين زوجتي رجاء؟ وأين ابنتي إيمان وابني سلام؟ ناديت عليهم ولم يكن مجيب، رفعت صوتي بل صرخت ولا من يسمع.. فتشتت وبحثت في البيت والساحة والحديقة ولم أجد لهم أثرا.. جلست وأنا متعجب بل قل غير واع هل أنا في حلم أم علم.. وفتحت التلفاز كعادتي لأستمع للأخبار، وها هي تنهال كغير عادتها، بطوفان من أخبار عاجلة.. نقلت من محطة لأخرى والكل منهمك بنقل الأخبار العاجلة والأخبار "التي وصلتنا الآن".. وهذا ما استطعت أن استوعبه وأتذكره بعقلي المشوش في صباحي يومي الغريب:
وصلنا الآن ما يلي، اختفاء ثلاثة أعضاء من طاقم غواصة ألمانية.
حادثة طيران مخيفة تحصل في سماء الخليج العربي لحظات بعد أن أعلن ضابط الأمن في الطائرة عن اختفاء القبطان بشكل غامض.
تصلنا أخبار من كل أنحاء العالم عن اختفاء عدد هائل جدا من الأطفال، وتؤكد ذلك قنوات التلفاز المحلية في الهند، الصين، إيران، وأمريكا ودول أوروبا وغيرها..
العديد من حوادث السيارات والقطارات تحدث ومن خلال الفحص يتبين اختفاء بعض السائقين المشتركين في الحوادث..
وصلنا الخبر العاجل: اختفاء رئيس دولة في ظروف غامضة.. وبعض الإذاعات تعلن عن اختفاء عددا من رجالات الوزارات والقادة الاجتماعيين وغيرهم..
وصلتنا أخبار عن تفتح الكثير من قبور الأموات في العديد من المقابر في العالم واختفاء العديد من الجثث..
انقطاع بل انهيار عدد كبير من شبكات الهواتف في العديد من الدول في أنحاء العالم نتيجة للكم الهائل من الاتصالات التي تصل لمراكز الشرطة والأقارب والمعارف وتسأل بخصوص زوج/ة، أو ابن/ة أو قريب مفقود..
استنفار في جميع الدول وحالة تعبئة عامة للجيش والشرطة على اثر ما يحصل من حوادث اختفاء بل اختطاف في كل أنحاء العالم.
جميع السفراء وقادة الأمم المتحدة يعلنون عن حالة ارتباك وطوارئ عالمية.
المشاهدون والمشاهدات الكرام وصلنا أن جميع هذه الحوادث وان كل ما ينقل على محطات التلفاز والإذاعات وشبكات الانترنيت وغيرها.. كل هذه الحوادث حصلت في جميع أنحاء العالم في نفس اللحظة التي لا تتعدى الدقيقة الواحدة.. ولكن كل ما ينقل هو اكتشاف لما حصل لأن الحوادث عديدة ولا توجد حتى الآن معلومات أو تحاليل كافية عنها وعن حجمها..
وأنا في انذهالي وتنقلي من محطة تلفازية لأخرى ومن خبر عاجل لآخر خطير سمعت أيضا بعض التحليلات لما حصل من خلال مقابلات تلفازية مع مختصين، وما اذكره منها، ما يلي:
يقول بعض وزراء الدفاع وقادة الجند وضباط الشرطة أن عمليات الاختفاء بل الاختطاف الرهيبة، حصلت نتيجة عمليات إرهابية محكمة لم يسبق لها مثيل على كرتنا، تمت باتفاق جميع الحركات الإرهابية في العالم وحصلت في لحظة واحدة.
بعض العلماء يصرحون بأن الأمر حصل نتيجة تواتر عدة ظواهر طبيعية معا في نفس اللحظة منها، زلازل وبراكين وهوريكانات وغيرها..
طاقم آخر من العلماء في جامعة مشهورة يخمن أن ما حصل هو ظاهرة علمية لا تفسير لها وما زالت عبارة عن أحجية ولكنها تتكرر مرة كل مليون سنة.
بعض المنجمون والفلكيون يؤكدون أن الأمر ناجم عن تغيير خطير وغير متوقع حصل في الخارطة الفلكية وبحثه سيحتاج إلى سنوات عديدة.
في حين أن بعض مراكز أبحاث الفضاء تصرح بأن ما حصل لا يمكن تفسيره إلا بعملية اختطاف محكمة التخطيط والتنفيذ ولا يمكن أن يكون مصدرها إلا غزو كائنات فضائية لأرضنا.
في حين صرح قسيس متحرر انه يذكر الآن أن خلال سنوات تعليمه في كلية اللاهوت درس موضوع الاختطاف المسجل في الكتاب المقدس وكيف انه في لحظة سيتم اختطاف كل من تاب عن خطاياه وآمن بالمسيح يسوع بأنه الله المتجسد الذي أتى إلى العالم ليفتدي الخطاة، وأضاف انه قرأ في الإنجيل أن هذا الأمر سيحدث في لحظة، فيها يقومون الأموات الذين آمنوا بالمسيح من القبور وكذلك الأحياء سيلبسون جسدا ممجدا مثل جسد يسوع بعد قيامته وهكذا يخطفون ويلتقون مع الرب في الهواء. وفتح الإنجيل وقرأ "هوذا سر اقوله لكم. لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فأنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لا بدّ يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت..." (1 كورنثوس 15: 51 – 58) واستمر يقرأ من الإنجيل "... لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب..." (1 تسالونيكي 4: 13 – 18) وفي النهاية صرح انه لم يؤمن مرة واحدة بهذا الأمر.. ولكنه الآن لا يعلم ماذا يعمل؟ فهو يعتقد أن فرصته ضاعت.
عندها قمت بعشرات المحاولات للاتصال بأعضاء كنيسة زوجتي والواعظ وغيرهم ولكن لم يكن مجيب وهنا تذكرت تلك العظة الوحيدة التي حضرتها في السنة الماضية بعد دعوة زوجتي المتكررة لي لمشاركتها في العبادة في الكنيسة وفيها تحدث الواعظ عن الاختطاف ومجيء المسيح أولا ليخطف المؤمنين ثمّ بعد ذلك ببضع سنوات سيظهر للدينونة لمن لم يؤمن. وأذكر كم استهزأت بها وبغباوتها "كيف أنها تصدق خرافات مثل هذه؟ وهي بدورها أكدت لي انه صحيح أن الأمر يقارب الأسطورة ولكنها تؤمن انه سيحصل بكل تأكيد وتتمنى أن أكون معها عندما يحصل. ومن حينها لم أرافقها أبدا إلى الكنيسة.
وها أنا استيقظ اليوم وأتأكد أن ما اعتبرته أسطورة وخرافة هو حقيقة أكيدة وأصدق من كل واقع. وتذكرت كلام الواعظ يدعوني ويقول: اضمن خلاصك. اضمن أبديتك. اقبل عمل الرب يسوع المسيح لأجلك على الصليب، تب عن خطاياك وآمن به فيغفر لك خطاياك وتنال به الحياة الأبدية وتضمن تذكرة سفرك إلى السماء في موكب المنتصرين يوم الاختطاف. وصرح: يقول الكتاب "اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم"، "هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص"، "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" (رومية10: 9)
وهنا استيقظت من انذهالي بل من غبائي وصرخت: أينك يا رجائي؟ أينك يا إيماني وأينك يا سلامي؟ ويحي أنا الإنسان الشقي البائس.
فهل تكون يا ترى أكثر حكمة وتغتنم الفرصة قبل أن يغلق باب النعمة؟