الكذَّابة الصغيرة
يروي لنا الكاتب الإنجليزي Hilaire Belloc (١٨٧٠ - ١٩٥٣ )
قصة الفتاة الصغيرة ماتيلدا.
إذ انتهت ماتيلدا من لعبها وجدت نفسها وحيدة، لا يوجد في المنزل سوى
عمتها التي لا تقدر أن تُشارك الفتاة لعبها أو أحاديثها.
صعضت ماتيلدا الى الدور العلوي, وأمسكت بالتليفون وكعادتها أن تكذب
اتصلت بمحطة إطفاء الحريق وأبلغتهم أنها في الدور العلوي، وأن نارًا شبّت في المنزل.
اتصل المسئولون بعدة محطات لإطفاء الحريق، وانطلقت سيارات الإطفاء
مسرعة نحو المنزل .
وبسرعة صعدوا على السلالم ودخلوا من النوافذ ليجدوا الفتاة الصغيرة تمزح!
شعرت العمة بصفارات عربات الحريق، وإذ تطلعت من النافذة رأت العربات
تُحيط بمنزلها، والسلالم قد ثُبتت نحو نوافذ الدور العلوي،
فأدركت ما فعلته الصغيرة ماتيلدا.
صعضت بسرعة إلى الدور العلوي، ووجدت رجال الإطفاء في غضبٍ شديد.
حاولت بكل طاقتها معالجة الموقف، ودفعت لهم الكثير كتكلفة لمجيئهم، ثم انصرفوا.
بعد أسابيع قليلة تركت العمة الابنة الصغيرة في المنزل عقابًا على كذبها وذهبت
هي مكانًا للتسلية. بعد قليل شب حريق في حجرة ماتيلدا،
فتحت ماتيلدا نافذة حجرتها وصارت تصرخ : "حريق! حريق!
إني سأموت!". فكان جيرانها يقولون: "اصمتي أيتها الكذّابة الصغيرة!"
إنطلقة السنة النيران الى خارج المنزل, وقبل وصول عربات إطفاء
الحريق جاءت العمة لتجد ماتيلدا مع بيتها قد احترق تمامًا.
† † †
انزع عني روح الكذب،
فإن إبليس هو أبو الكذابين.
لأكن ابنًا لك يا أيها الحق،
ولا انتسب لإبليس بعد!