فى إحدى الحقول المترامية الأطراف عاشت عائلة كبيرة من الفئران الضخمة الثمينة. و لقد أختارت الفئران هذا الحقل لمميزاته المتعددة... فهو مكان واسع و هادئ، يتوفر فيه الطعام بكميات ضخمة و بدون مقابل. و حيث يحلو السكن بعيداً عن الأعين البشرية المزعجة التى لا هم لها سوى إبادة الفئران لأنها تُفسد المحاصيل.
أما الفئران فكان همها الأوحد هو قرض القمح و أكله طوال الليل و النهار أيضاً. فهى لا تكاد تنام ساعات قليلة ثم تستقيظ طالبة طعامها. و استمرت على هذا المنوال حتى سمنت و تضخمت و أصبحت فى حجم القطط
و فجأة ذات يوم من أيام الخريف، تنبهت الفئران لصوت عالى و مزعج يصدر من وسط الحقل و لكنها لم تهتم كثيراً فقد كان القمح لذيذ الطعم جداً، ثم ماذا يُمكن أن يحدث فى هذا الحقل الهادئ الذى لم يروا فيه أنسانا من قبل... و لكن الصوت ازداد قوة و وضوحاً، و عندما لم يعد هناك مفر رفعت الفئران أعينها و رأت جراراً ضخماً يحصد القمح و يمزق أشلاءها
"كل الأمور الحاضرة تزول و تضمحل أما الأشياء الموعود بها للحقيقيين هى ثابتة أزلية لا تزول" القديس مار فيلكسينوس