استخدمت الشرطة المصرية القنابل المسيلة للدموع أمس لتفريق متظاهرين أقباط في قرية في الصعيد كانوا يطالبون بالقصاص من مسلم اتهموه بقتل شاب مسيحي، ما أثار مخاوف من اتساع نطاق «التوتر الطائفي» الذي شهدته البلاد في الأيام الماضية.
وكان مواطن من قرية «دفش» التابعة لمركز سمالوط في محافظة المنيا (جنوب مصر) عثر أول من أمس على الشاب ميلاد فرح إبراهيم من أهالي القرية ملقى في منطقة مهجورة وينزف جراء طعنات عدة في أنحاء متفرقة من جسمه.
وقال عبده صومائيل أحد أهالي قرية «دفش» في اتصال هاتفي مع «الحياة»، «إن الضحية عثر عليه قبل أن يفارق الحياة، لكنه توفي في أثناء نقله إلى المستشفى»، مشيراً إلى أنه «دل على القاتل قبل وفاته والشرطة ألقت القبض عليه (أمس)». وأوضح صومائيل أن «الوضع متوتر في القرية، إذ أن آلافاً من جنود الأمن المركزي حاصروها وانتشروا في الشوارع الرئيسية بها لحفظ الأمن والسيطرة على الأوضاع». غير أنه لفت إلى أن «اشتباكات دارت في الشوارع الجانبية للقرية بين مسلمي القرية وأقباطها، وعزز الأمن وجوده في كل أزقة القرية من أجل فض هذه الاشتباكات». وأضاف: «لم تكن هناك مشاكل بين القتيل ومن دل على أنه القاتل، كما أن أسباب الجريمة ليست معروفة بعد». غير أنه لفت إلى أن «احتقاناً» كان ساد بين مسلمي القرية وأقباطها عام 2000 عند البدء في بناء كنيسة العذراء وأنه تجدد في العام 2003 بعد الانتهاء من بنائها. ولم يستبعد أن يكون للحادث «بعد طائفي».
وأوضح أن «مئات الأقباط تظاهروا مساء الخميس أمام مبنى خدمات كنيسة السيدة العذراء في القرية».
من جانبه، قال الناشط القبطي نادر شكري لـ «الحياة» إن المتظاهرين رددوا «هتافات للمطالبة بالثأر، وأن قوات الشرطة فرقتهم»، وأفاد شكري بأن أهالي القرية الذين تحدث إليهم غير قادرين على التكهن بأسباب الحادث «إن كانت طائفية أم جنائية»، موضحاً أن «أهالي القتيل لم تكن لديهم رغبة في دفن نجلهم قبل إلقاء القبض على القاتل»، وأضاف: «أخشى أن يتحول الحادث إلى ثأر بين مسلمي القرية وأقباطها».
ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود أن شباناً مسيحيين حاولوا أمس منع دفن جثة إبراهيم قبل القصاص لمقتله، لكن قوات الشرطة أرغمتهم على دفن الجثة. وقال الشهود إن المتظاهرين تجمعوا مساء الخميس أمام كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في قرية دفش بعد ذيوع نبأ مقتل ميلاد إبراهيم (22 عاماً) مرددين هتافات مناوئة لجيرانهم المسلمين ومطالبين بالقصاص من القاتل وانهم استمروا في التظاهر الى أن فرقتهم الشرطة باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع صباح أمس.
ونقلت الوكالة أن أقارب القتيل يقولون إن جاره المسلم خميس عيد عبدالحميد استدرجه الى منطقة غير مأهولة غرب القرية وسدد له طعنات في الرقبة والبطن ولاذ بالفرار. وقال قريب للقتيل إن شاباً مسيحياً يدعى عماد مر بالقرب منه بالمصادفة قبل أن يلفظ انفاسه وانه أبلغه باسم المتهم.
وقالت مصادر أمنية إن الشرطة تحقق مع عبدالحميد. وقال مصدر إن الحادث جنائي ولا علاقة له بحادث طائفي وقع في دير أبو فانا بمدينة ملوي التي تبعد حوالي 125 كيلومتراً عن قرية دفش. وأضاف: «يبدو أن نزاعاً على قطعة أرض هو السبب في حادث دفش».
ووقع اشتباك يوم السبت الماضي بين مسلحين مسلمين من قرية عرب قصر هور وعمال مسيحيين في دير أبو فانا لخلاف على قطعة أرض، مما تسبب في قتل مسلم بالرصاص واصابة خمسة رهبان واثنين من طلاب الرهبنة وحرق بعض المباني والمزروعات في الدير. وألقت السلطات القبض بعد الحادث على 11 مسلماً واثنين من المسيحيين.
وقال القس باسيليوس يونان راعي كنيسة السيدة العذراء ومار جرجس في قرية دفش لـ «رويترز» إن مقتل ابراهيم حادث جنائي. وأضاف: «لكن لم استطع منع المتظاهرين من التجمع أمام الكنيسة
التسجيل الصوتي للتحميل
اضغط هنااااااااااااااااااااااا