أخوك اللِّص
أرسل اب إلى ابنه يطلب مساعدة مالية، ولم يكن لدى الابن إلاّورقة مالية فئة الألف ليرة، وكانت لزوجته تريد أن تشتري بها فستاناً. فكتب الابنلأبيه عن الأمر، وأنه سيذهب ليأخذ رأي زوجته علّها ترضى بإرسال الألف ليرة إليه. ثمّ وضع رسالة أبيه وردَّه عليها في جيبه وذهب إلى بيته، وعندما سأل زوجته رفضتوأصرّت على الخروج معه في الحال لشراء ما تريد.
فذهبا معاً إلى بائع القماش، وبعد أن قصّ له القطعة المطلوبة، وضعالرجل يده في جيبه حيث كان يضع الألف ليرة والرسالتَيْن، وإذْ به يُفاجأ بأنّ لصاًماهراً سرق منه الجميع، فاعتذر للبائع وانصرف وهو يعاتب زوجته قائلاً لها: لوأرسلنا الألف ليرة إلى أبي لما كانت قد ضاعت. وبعد يومين استلم رسالة من البريد،ولما فتحها وجد بداخلها الرسالتَين المفقودتين وحوالتَين ماليتين بمبلغ ثلاثة آلافليرة، بالإضافة إلى رسالة مفادها أن يأخذ الحوالة الأولى ويصرفها وهي تساوي مبلغألف ليرة ليشتري بها فستاناً لزوجته، أما الحوالة الثانية فهي باسم والده لسدّ عوزأبيه وقد وقّع الرسالة باسم (أخوك اللص)
إنّ تصرُّف هذا الابن وزوجته كان على مستوى الخطأ في حقّ والده،أما ذلك السارق فلم يكن أفضل منهما على أي حال، لقد أراد أن يصنع خيراً لكنَّ خيرهمقرونٌ بالشرّ ومصدره الشرّ وهو السرقة، كمن يقول قولة حقّ ويقصد بها باطل، وهو مايسميه الكتاب المقدس (الأعمال الميتة).
فالأعمال ثلاثة: أعمال صالحة وهي واضحة، وأعمال شريرة وهي معروفة،وأعمال ميتة وهي أعمال صالحة لكنها من أجل أهداف شريرة. كمن يصلّي في زواياالشوارع، أو يصوم ويظهَر للناس صائماً، أو يعمل صدقة ويذيع عنها (مت6). هذه أعمالصالحة ومطلوب عملها، لكنها متى كانت لأهداف شريرة فهي أعمال ميتة.
دم المسيح الذي بروحٍ أزليّقدّم نفسه لله بلا عيب يطهّر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا اللهالحيّ (عبرانيين14:9(