موضوع: فقال الشيطان لهم الثلاثاء يونيو 03, 2008 3:05 am
رحلة مشتركة بين الحق والباطل
عاد بيتر إلى بيته حزيًنا للغاية، وإذ سألته زوجته عن سبب حزنه قال لها:
" زميلي يرتشي، وقد اغتنى جدًا. إنه محبوب جدًا من رؤسائه، ويكسب الكثيرين لأنه غير أمين.
أما أنا فأسلك بأمانة، ولا أجد من يحبني، بل أُعاني من مضايقة الرؤساء. ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أرتشي ! "
صمتت الزوجة قليلاً، ثم روت له قصة رحلة الحق والباطل نقلاً عن الفلكلور اليوناني: التقى الباطل بالحق، فرأى الحق يرتدي ثيابًا مهلهلة، وقد ظهرت عليه علامات الإعياء الشديد. - ما لي أراك منهك القوي؟ - إني لم أضع طعامًا في فمي طول اليوم؟ - لماذا؟ - إني لا أملك مليمًا واحدًا. -إنك عجيب في تفكيرك. - ستعيش فقيرًا، وتموت جوعًا، لأنك تدعي أنك مدقق وأمين.
لا تعرف كيف تكسب الناس ولا كيف تتعامل معهم. أما أنا فأعرف كيف أسحب قلوبهم بالخداع، وأسطو على ما في جيوبهم وهم مسرورون. تعلم الخداع وأترك ضيق أفقك.
صمت الحق قليلاً وأبدى رفضه تمامًا لمشورة الباطل. كرر الباطل نصيحته، وإذ جاع الحق جدًا قال له: "ماذا أفعل؟". فرح الباطل جدًا، وأمسك بيد الباطل، وهو يقول: "هلم نذهب للعشاء معًا". سار الاثنان معا حتى بلغا مطعما فاخرا. طلب الباطل العشاء له وللحق ... واذ اكلا جاء اليه " الجرسون " وقدم لهما كشف الحساب منتظرًا منهما أن يدفعا الحساب. صرخ الباطل بصوتٍ عالٍ: "أين بقية الحساب، لقد سلّمتك قطعة ذهبية .… أعطني الباقي". أجاب الجرسون: "لم تُعطني شيئاً!" وقف الباطل وبعنفٍ شديد قال: "ماذا تقول؟ ألم أُعطك قطعة ذهبية؟" جاء صاحب المطعم بسرعة ليرى ماذا حدث... وإذ سمع القصة من الاثنين خشيَ على سمعة المطعم، فقدم بقية الحساب للباطل، واعتذر له على ما صدر من الجرسون. تألم الحق جدا لما يحدث, وبقوة صار يعاتب الباطل : "ها أنت شوهت صورة الجرسون، وربما تسبب له الفصل من عمله!" علّق الباطل على هذا قائلا: "أنا لا أُبالي بما يحدث له، ولا بكل العالم، لكنني أكلت وشبعت دون أن أدفع مليمًا واحدًا، بل وخرجت من المطعم معي مالاً ليس مِلكي!" - كيف تقبل هذا؟ - أنت ضيق الأُفق! عندئذ صمم الحق أن يترك الباطل، وألا يلتقي معه حتى وإن مات جوعًا!
† † †
لأقتنيك فأنت هو الحق! من أجلي صرت جائعًا وعريانًا! فكيف لا أحتمل كل شيء من أجلك!