إنَّ المرأة التي تحظى باهتمام الصُّحُف ومحطات الإذاعة والتلفاز، هي امرأة فائقة الجمال، وتُدعى ملكة الجمال. يتطلب منها التفوق في أمور أمور أخرى عديدة، كالغناء والتمثيل وعرض الأزياء، لإظهار جسدها ومقاييسه. ولا يسعنا هنا إلا الاعتراف بأنَّ الله هو مبدع الجمال وخالق كلِّ ما هو جميل. ولو نظرنا إلى الأشجار والزهور التي تختال بجمالها وألوانها وأريجها، والطيور التي تتناغم بإبداع يفوق كلّ آلات الموسيقى، تصدح بألحان شجية تسبح الله الذي ألبسها أروع أثواب الأناقة والجمال، لقدّرنا الجمال الحقيقي.الله جميل ورائع الجمال، خلق كل شيء حسن، وعندما خلق الإنسان قال إنَّه "حسن جداً" أي أنَّ ميّزه عن جمال كلِّ المخلوقات. فعلى المرأة الجميلة ألاّ تتكبّر وتنجذب وراء العالميات، لأن كلمة الله تعلمنا أنَّ "الحُسن غِشّ والجمال باطل وأما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح" (أمثال30: 31).الأمّ التي تضحي من أجل أبنائها وتعطيهم حقّهم من محبتها ووقتها وتعبها هي أجمل امرأة عند أولادها. فكم من نساء يذكرهُنَّ التاريخ بجمال إيمانهنَّ وأعمالهنَّ الحسنة، وتضحياتهنَّ في مجالات مختلفة، ولم تقاس أجسادهنَّ، ولم يتدرّبن على الرقص والتمثيل، ولم يتجمَّلن بالزِّينة الخارجية الوقتية، بل جمالهنَّ زينة القلب الخفيّ والروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن. فهُنَّ جميلات لأنهنَّ تغيّرن إلى تلك الصورة عينها (صورة المسيح). ليس القصد ألا تهتمي بنفسك وبجسدك وبأناقتك، بل أن يكون اهتمامك الأول بالجمال الداخلي. فما الجمال في امرأة ملكة لا تعرف الايمان، ولا تقدّر أهمية الأمور الروحية، ولا تُظهر المحبة الحقيقيّة، بل هي ثائرة عصبية المزاج مُتكبّرة، مُعتدّة بجمالها الجسدي، وكأنها هي التي صنعت نفسها؟ لنهتم أولا بجمال الروح، ولتكن زينتنا الطهارة والمحبة والرحمة. ولنطلب من الله أنْ يجعلنا مشابهين صورة المسيح الذي هو أبرع جمالاً من كلِّ بني البشر