ان الجواب المبدئي على هذا السؤال هو أن الزواج بالإكراه لا يجوز، وهو أمر غير مرغوب فيه، وأنه يجب أن يكون للشاب والفتاة معاً رأي في موضوع زواجهما، لأنهما بالنتيجة هما اللذان سيعيشان معاً.
يقول الكتاب المقدس: "أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره" (أفسس4:6). حتى ينشأ الأبناء نشأة صالحة فيها حب احترام للوالدين ويشعرون بأنهما يقومون بتوجيهم نحو الخير وليس بحسب ما تملي الأنانية.
وعلى كل فتاة تتعرض لهذا الموقف أن تتودد لوالدها وتشعره بمحبتها نحوه واحترامها له، وتخبره بأن الحياة في الزمن الحالي تتطلب أن تكون الفتاة مثقفة ولها رأيها وخبرتها في الحياة مثل الشاب تماماً ويجب أن تكون هناك موافقة من الطرفين للزواج حتى يعيش الزوجين حياة سعيدة دون افتراق، خاصة وأن الفتاة ليست مجرد سلعة للبيع يتصرف بها الرجل على هواه دون إرادتها. ولا يمكن للزوجين أن يعيشا بسعادة إذا لم يكن هناك تفاهم ومحبة وتجاوب في الآراء ووجهات النظر وتكافؤ في العلم والمعرفة , كما عليها أن تبين له بطريقة حكيمة بأنها متأكدة من محبته لها، وأنه لا شك أنه يرجو لها حياة سعيدة. فلماذا لا يساعدها على تحقيق أهدافها؟ وعليها أن لا تنسى قبل كل شيء من تذكيره بأن الزواج هو رباط مقدس، وأن الكتاب المقدس شبه علاقة الزوج بالزوجة كعلاقة المسيح بالكنيسة (أفسس 5). فعندما يشعر والدها بمحتبها له وثقتها به واحترامها لتوجيهه فلابد أن يغير رأيه ويبتعد عن تصلبه. عليها أن تداري الأمور بالمحبة واللطف واللين، وأن تطلب مساعدة والدتها أو أحد المقربين من والدها. وقبل كل شيء أن تطلب من الله أن يساعدها على إيجاد السبل الحكيمة لإقناع والدها، سواء أكان ذلك بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وعليها أن تتأكد بأن كل من يضع ثقته بالله لا يخيب. كما عليها أن تصلي بحرارة مرددة كلمات الوحي المدوّنة في المزمور الخامس والعشرين، والتي تقول: "إليك يا رب أرفع نفسي، يا إلهي عليك توكلت فلا تدعني أخزى.. " (مزمور 25:2). علينا أن نعتمد على الله ونصلي له، ونضع كل احتياجاتنا وطلباتنا أمامه فالله أب رحوم ورؤوف ويستجيب الصلاة ويساعدنا في كل أمور حياتنا.