فقال غلمان الملك ... ليجمعوا كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر .. وليُعطين أدهان عطرهن. والفتاة التي تحسن في عيني الملك فلتملك مكان وشتي ( أس 2: 2 -4)
إعداد الفتيات: يقول الغلمان عن الفتيات إنهن يُجمعن "إلى يد هيجاي خصي الملك حارس النساء وليعطين أدهان عطرهن". هذا كل ما يُعمل لهن في فترة الإعداد، والتي تصل لسنة كاملة ( أس 2: 12 ). لا تعليم، ولا تثقيف، ولا نصائح حكيمة عن كيف تعامل المرأة رجلها، لكن مجرد أدهان عطرهن! فيا للسطحية!
وكم من عائلات إلى اليوم، وهي تُعِّد فتياتها للزواج، يسلكون بذات السطحية والتفاهة، فلا يشغلهم إلا جمال الفتاة ليلة عُرسها، وجمال فستانها، وزينة قاعة الاحتفال، وجمال مسكن الزوجية، لكن لا نصائح، ولا صلاة، ولا تعليم، ولا تثقيف، ولا شرح لمسئوليات الزوجة وكيف تعامل زوجها بوقار، وأهل زوجها بمحبة. وأخاف أن تكون الأمهات قد تناسين في هذه الأيام قول الكتاب "خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة، المرأة الجميلة العديمة العقل" ( أم 11: 22 ).
اتخاذ القرار: "والفتاة التي تحسن في عيني الملك، فلتملك مكان وشتي". هذا هو المقياس وهذه هي المرجعية عند الغلمان "ما يحسن في العينين". وكم تحمل هذه الكلمة من ألم لقلب كل تقي، إذ هي أصل السقوط، وعلة كل الخطايا والفساد، بل والخراب والتشويش الذي حلَّ بالبشرية جمعاء. ألم تكن هذه المصيبة هي الحافز الذي قدّمه الشيطان كشيء جميل لحواء ليدفعها به للعصيان؟
فماذا يعني انفتاح الأعين الذي وعدهما به الشيطان ( تك 3: 4 )، والذي حدث فعلاً لهما؟ هو يعني أن تنفتح أعينهما لكي يبصرا لنفسيهما ما فيه خيرهما أو شرهما، وليقررا ما يحسن في أعينهما. لقد كان الله يريد أن يجنبهما هذه المسئولية الخطيرة والتي هي أكبر من قدرتهما، لقد كان يريد أن يرى هو لهما لا أن يريا هما لنفسيهما، وما عليهما إلا أن يسيرا وراءه وهو الحكيم البصير. لكنهما للأسف رفضا أن تكون مرجعيتهما هي ما يحسن في عيني الله، وفضلاً أن تكون ما يحسن في أعينهما، فصار لهما ما أرادا وانفتحت أعينهما، هذا هو السقوط، بل هذه هي الخطية، بل هذا هو الموت بعينه.