+ يتحول الضيق إلى شهادة للمضايقين أنفسهم ... فيما يحسبون أنهم قادرون أن يكتموا صوت الحق بالسلطان الزمني والعنف، إذا بالحق يتجلى أمامهم، ويزداد صوته وضوحاً في فكرهم. هذا ما رأيناه حين أراد هيرودس أن يكتم أنفاس القديس يوحنا المعمدان، فصار صوت يوحنا يدوي في أذنيه حتى بعد استشهاده
+ المضايقات بالنسبة للمؤمن ليست مجرد علامة وسط علامات كثيرة لمجيء السيد، إنما هي المناخ الحي الذي فيه يتجلى الرب المصلوب داخل القلب. فالضيق هو قبول صليب ربنا يسوع المسيح ليعلن ملكوته في داخلنا
+ إذ يحل الرب في القلب يحطم الشر وكل ما يتعلق به، لتحل بركة الرب فينا، فعوض العمى الروحي تنفتح أعيننا الداخلية لمعاينة السماويات، وتشفى أرجلنا الداخلية لتنطلق النفس بقوة الروح نحو الأبدية بعد أن توقفت زماناً طويلاً لا تقدر على السير في الطريق الملوكي
+ إن كنا قد جحدنا الرب ثلاث مرات بالفكر والقول والعمل، جحدناه ثلاث مرات إذ أخطأنا في حقه الإلهي وحق أقربائنا وحق أنفسنا، ليت روح الله يصيح في آذاننا مرتين بإعلاناته لنا خلال الأنبياء والرسل حاملاً إيانا إلى ربنا يسوع المصلوب، نبكي على خطايانا ونعلن صدق توبتنا وشوقنا للرجوع إليه والثبات فيه أبدياً
+ إن كانت القوات السمائية والعروش والسرافيم المقدسة تقف حول عرش المسيح الإلهي مقدمة له المجد والتسبيح فمن ذا الذي يستطيع من سكان الأرض أن يقترب من الله؟! نعم يحب الله الإنسان فهو رؤف به رحوم عليه، لكن يجب ألا ننكر بأي حال من الأحوال بأننا لا شيء بالنسبة له فنحن بشر ضعفاء جهلاء