موضوع: ساعة الأنطلاق الأربعاء يونيو 04, 2008 3:08 am
ساعة الأنطلاق
قال الأنبا أغاثون « إن كان أحدٌ يحبني وأنا أحبه للغايةِ، وعلمتُ أنه قد لحقني نقيصةٌ بسببِ محبتهِ فإني أقطعه منى وأنقطع منه بالكليةِ ». وقيل أيضاً: لما كان الأب أغاثون عتيداً أن ينطلقَ إلى الربِّ، مكث ثلاثةَ أيامٍ وعيناه مفتوحتان لا يتحرك. فأقامه الإخوةُ وقالوا له: « يا أبانا أنبا أغاثون: أين أنت »؟ فقال: « أمام مجلسِ قضاءِ الله أنا واقفٌ ». فقالوا له: « أتفزع أنت أيضاً »؟ فأجابهم قائلاً: « على قدرِ طاقتي حفظتُ وصايا الله. إلا إنني إنسانٌ، من أين أعلمُ إن كان عملي أرضى الله َ». فقالوا له: « ألستَ واثقاً بأن عملَك مرضيٌ أمام الله »؟ فقال الشيخُ: « لن أثقَ دونَ أن ألقى الله، لأن حكمَ الناسِ شيءٌ وحكمَ اللهِ شيءٌ آخر ». فطلبوا منه أن يكلِّمهم كلمةً تنفعهم. فقال لهم: « اصنعوا محبةً، ولا تكلموني لأني مشغولٌ في هذه الساعة ». وللوقت تنيح. فأبصروا وجهَه كمن يُقَبِّل حبيبَه. فهذا القديس كان متحفِّظاً جداً إذ كان يقول: « بغيرِ تحفظٍ كثيرٍ لا يقدرُ أحدٌ أن يصلَ إلى الفضيلةِ ».