يقول القديس أمبروسيوس:"بجوار الأوبئة والحروب والمجاعات نجد حروباً أخرى يتعرض لها المسيحي هي حروب مختلف الشهوات والصراع بين الرغبات... فتارة تثيرنا الشهوة وأخرى تشتعل العاطفة، وتارة يرعبنا الخوف، وأخرى تحاول أجناد الشر التي في السماويات (أف 6: 12) أن تخيفنا، أما الإنسان الشجاع فيقول: "إن قام على جيش فلا أخاف لأنك أنت معى" مز26: 3. يقف حتى وإن قام ضده جليات العملاق ليفترسه، يقوم وسط رعب الآخرين كداود المتضع الذي ألقى أسلحة الملك على الأرض (1صم 17) وأمسك بمقلاع الإيمان الحقيقي ليضع فيه حجر الإيمان الطاهر، به يكسر تجبر المضطهد ويستهين بتهديداته ولا يخشى سلطانه، فاستحق أن يتحدث عنه المسيح... يتقدم هذا الغالب الذي ضرب جليات بسيفه هو فيقبل الموت من أجل المسيح، فيهرب أمامه الفلسطينيون وتتقدم الفتيات كالنسور وهن يقلن: "ضرب شاول ألوف وداود ربوات" (1صم 18: 7). هذا دليل على أن الذين يغلبون هذا العالم سيسبقون الملوك