قصة حياة القديس كاؤو - من شهداء الفيوم
--------------------------------------------------------------------------------
الشهيد العظيم أنبا كاؤو
ولد القديس فى إحدى قرى الفيوم وتدعى بمويه أو بماى بالقبطية. لما وصل سن الشباب اعتزل خارج قريته وبنى لنفسه بيتأ يتعبد فيه، وكان يصوم أياماً متتالية ولا يأكل لحماً. وهبه الله موهبة شفاء المرضى وإخراج الشياطين، فكان يأتى إليه كل من به مرض فينال الشفاء بصلاة القديس. وكان كثيرون يزورونه ليتباركوا منه ويرشدهم إلى الطريق الروحى السليم. وفى إحدى الليالى ظهر له رئيس الملائكة الجليل غبريال المبشر وأمره بالذهاب إلى اللاهون [إحدى بلاد الفيوم] للاعتراف أمام الوالى كلكيانوس أحد ولاة الإمبراطور دقلديانوس. وكان ذلك فى حلم فلما استيقظ القديس استعد بالصلاة وودَّع تلاميذه وبدأ مرحلة الجهاد. وعندما ذهب القديس إلى اللاهون وجد الوالى كلكيانوس يعذب المسيحيين، فلما رأه الوالى أُعجب بهيئته لظهور نعمة الله عليه. دار حوار بين القديس والوالى (الذى أخرج الصنم أبولون هدية الملك إلى والى أنصنا وكان مصنوعاً من الذهب) فأظهرالقديس إعجابه بصناعة الصنم وأمسك به ثم حطمه أمام الوالى وجنوده. فلما نظر الوالى إلى ما كان, مد يده إلى حلته وشقها وغضب بحنق عظيم وأمر أن يُرفع القديس على الهنبازين ويُعصر من السادسة فى النهار إلى الساعة الثامنة. فعصروه حتى جرى دمه كالماء. فقال الجند للوالى: لقد تعبنا وكلينا ولم يتألم البته وهو لم يفتر من ذكر يسوع المسيح. فأمر الوالى بربطه ثم أرسله إلى مدينة البهنسا. هناك قام واليها بغضب لأجل كسر الصنم الذهب ولم يأكل ولم يشرب فى ذلك النهار وكلف الجميع أن يضحوا للصنم، ولما احضروا له الشهيد أنبا كاؤو قال له اسجد للأوثان فلا تموت. فقال له الشهيد القوى القلب:"لا يمكنك أن تضلنى أن أترك عنى يسوع المسيح خالق السموات والأرض". فأمر الوالى أن يجلدوه حتى صارت دماؤه تجرى مثل الماء. أثناء جلد القديس وسيلان الدم منه أتى مولود أعمى ومد أصبعه على الأرض وأخذ من دم الشهيد وجعله فى عينيه فأبصر فصرخ الأعمى مع الجموع كلها قائلين: "ليس إله فى السماء وعلى الأرض إلا يسوع المسيح" فأمر الوالى أن يقتلوا كل من يؤمن باسم المسيح، فاستشهد فى ذلك النهار حوالى خمسمائة شهيد.
بعد الأحداث السابقة فى البهنسا نقلوا القديس إلى أنصنا وسجنوه هناك، وبينما كان يصلى فى السجن ظهر له الشيطان فى شكل ملاك وقال له: "السلام لك يا قديس الله كاؤو. إن الوالى سيسأل عنك باكراً لكى يخرجك من السجن، فتقدم وأسجد لأبلون حتى تفلت من يده وتكمل عبادتك كما تريد". وإذ عرف القديس بالروح الساكن فيه أنه الشيطان أمره بأن يعرفه حقيقته، فقال له الشيطان:"نحن معشر الشياطين إذا رأينا إنساناً يصنع إراده الله نحاول أن نزرع فيه شرنا ونبذر رذيلتنا ونلهيه بالشهوات ونشغله بحب اللذات، وإن هو لا يشاء قبول بذارنا معتمداً علي إيمانه ومستعيناً بقوة الله ورحمته نصير عنده كدخان فى الهواء، ولا يكون لنا قوة البته عليه ". فما كان من القديس إلا أن انتهر الشيطان فولى هارباً. فى صباح اليوم الذى ظهرفيه الشيطان للقديس، وقف الشهيد أنبا كاؤو أمام الوالى الذى أمره بالسجود للآلهة، فقال له القديس: "أنا لا أسجد إلا لسيدى يسوع المسيح". فأمر الوالى أن يلقوه فى النار ونزل ملاك الرب وخلصه. وبعد عذابات متوالية وإيمان جموع كثيرة من أنصنا بسبب شفاء القديس من عذاباته، ومعجزاته التى صنعها فى المرضى، كتب الوالى قضيته وأمر بقطع رأسه.
طلب القديس من الجند أن يتركوه ليصلى فرفع يديه قائلاً: " ياسيدى يسوع المسيح الذى قبلت هذه الأتعاب كلها من أجل اسمك القدوس أيها الكنز المملوء رحمة وتحنن، اسمع اليوم صلاتى واصفح عن آثامى وهبنى بنعمتك ملكوتك الأبدى". وبعد ذلك مد عنقه للسياف وهو فرح متهلل، فنال إكليل الشهادة، وألبسه الرب ثلاثة أكاليل.
حمل بعض المؤمنين جسده إلى بلده لدفنه فى المكان الذى بناه ليتعبد فيه, ولما لم يعرفوا المكان وضعوا الجسد على عربة يجرها ثوران ثم وقف الثوران فى المكان الذى كان يتعبد فيه القديس فدفنوا الجسد الطاهر. وبنوا كنيسة فى هذا المكان, وأظهر الله فيها عجائبه بصلاة هذا الشهيد الطاهر. يذكر السنكسار الأثيوبى أن الجسد الطاهر للقديس كاوؤ قد وضع فى دير النقلون حيث نقل من المكان الذى كان يتعبد فيه إلى داخل الدير بعد فترة من استشهاده.
قد وجدت أيقونة أثرية للقديس أنبا كاو على جدار الحائط بكنيسة الأنبا أنطونيوس بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر.
بركة صلوات هذا القديس تكون معنا
__________________