اولا الحب هو الحل
ثانياً: الحب الحقيقي يصير المحب والمحبوب خداماً كل للآخر بل وعبيداً كل للآخر فشريعة العبد العبراني تقول إن العبد يرفض أن يتحرر من عبوديته لا لسبب آخر سوى أنه أحب سيده وزوجته وأولاده (خروج 21 : 5).
ثالثاً: الحب يعطي قوة على خدمة المحبوب والتضحية لأجله فلقد قيل عن يعقوب أبو الأسباط إنه خدم أربعة عشر سنة لكي يتزوج راحيل امرأته وكانت في عينيه كأيام قليلة (تكوين29 : 20).
رابعاً: الحب يرى كل شيء جميل في المحبوب ففي سفر نشيد الإنشاد ترى الحبيبة أن كل شيء في الحبيب إنما هو كامل ورائع ومجيد، وهذه هي الحقيقة، فالحبيب يشير إلى رب المجد يسوع، أما أن يرى العريس الحبيب أن لا شيء يعيب الحبيبة فيقول لها" :كلك جميل يا حبيبتي وليس فيك عيب" فهذه محبة إلهية سامية فائقة من رب محب منعم وهاب.
خامساً: الحب يقف صامداً أمام التجارب والمصاعب والسيول "فمياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً".
أخيراً أقول إن الحب ليس بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق، وكما تعودت في أبحاثي ومقالاتي أن أقدم حلولاً عملية لتطبيق ما أكتبه، والحل العملي أنك عزيزي القارئ لا تستطيع أن تنكر أن هناك إنساناً ما أو إنسانة تشعر بالحب تجاهها، ربما كان رئيسك في العمل، ربما كان جارك المسلم أو المسيحي في البيـت أو زميلك في المصلحة التي تعمل بها، ربما كانت كنتك أو حماتك تلك التي تضمرين لها الكراهية والضغينة والشر. لماذا لا نتفق على يوم نطلق عليه عيد الحب في بلادنا العربية ونرسل هدايا رمزية بسيطة بعضنا لبعض، أنا لا أتكلم عن لقاءات على التليفزيون بين قادة مسيحيين ومسلمين أو حفلات رمضانية مغرضة، أو لقاءات حكومية مدبرة لغرض في نفس يعقوب، بل أتكلم عن إظهار محبة المسيح الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا. لماذا لا تبادر الكنيسة العامة، الكنائس المحلية، والقسوس بإظهار الحب لجيراننا من المسلمين، لماذا لا ندعوهم إلى بيوتنا وولائمنا وأفراحنا وأحزاننا، لما لا نشاركهم مناسباتهم بقلوب ملؤها الحب حتى لو رأي البعض أن هذا الحب ما هو إلا خوف أو جبن أو تملق أو اتقاء لشر أحدنا ضد الآخر، فالله العارف القلوب والضمائر يستطيع أن يطفئ نيران الحسد والغيرة والضغينة.
إن ما لا يكسبه الحب لن يكسبه غير الحب، إن النيران التي لا يطفئها الحب لن تستطيع قوة أخرى أن تطفئها، لا نهاية للإرهاب في العالم إلا بالحب، لا سلام مع النفس والأهل والأصدقاء إلا بالحب، لا إصلاح لشئون البلاد والعباد إلا بالحب، لا دخول إلى النعيم الأبدي إلا بالحب، لا انفلات من عذاب القبر والنار إلا بالحب.. فالله محبة ومن لا يعرف الحب لم ولن يعرف الله، لماذا لا تنظم الكنائس والأفراد لقاءات تحت عنوان في حب مصر، فمصر تستحق منا كل الحب.
اللهم ارونا من حبك يا أعظم من أحب واشفنا من بغضنا لأنفسنا وذوينا وإخواننا يا رب، اللهم بارك لاعنينا وأعداءنا، وأحسن إلى مبغضينا والمسيئين إلينا، اللهم اشرح صدورهم بالإيمان بشخصك، وأنقذهم من عذاب القبر والنار بمحبتك واضمن لهم النعيم الأبدي بعفوك ورحمتك، اللهم وطد المحبة في قلوبنا.
سجل
--------------------------------------------------------------------------------
لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر بة نخدم اللة خدمة مرضية بخشوع وتقوى ( عبرانيين 28: 12)