هل جرحت يوما ؟ و لم تجد من يشعر بجرحك فازداد الجرح مع الايام ؟ و قد حاولت اخفائه عن الناس بطرق مختلفة مصطنعه فازداد سوءا ؟ او انك حاولت ان تشارك به احد اصدقائك فلم يفهمك فازداد عمقا و الما و قد تمدد و اصبح " جرحك عديم الشفاء" (ناحوم 3 : 19 ) و ربما تسبب هذا فى تأخر فى جميع مجالات حياتك الاجتماعيه و النفسيه والعاطفية و الروحية ؟ ربما تحاول ان تخفى جرحك عن عيون الناس بالضحك الزائد المنم عن الم عميق و يكون رقصك كرقص الطائر المذبوح الذى يرقص آلماً و مراراً ؟ أم انك تحاول ان تكون طبيعيا بعد مرور سنين فيظهر جرحك فى معاملاتك مع الأقربين منك ربما يظهر بعصبيه زائدة عن الحد لم تكن فيك من القبل و قد يسالك البعض عن هذا و لماذا كل هذا فلا تعرف انت نفسك مبرر لما تغير بداخلك و قد تسوء حالتك الروحيه و تبتدئ تهمل صلاتك و قراءاتك فى كتابك المقدس و لسان حالك الداخلى ينم عن تذمر جامد لا تخرجه باللسان و تنظر لمن حولك تجدهم فرحين مسرورين ( كما يهيئ لك ) فتشكو و تتذمر اكثر و كأنك تقول فى داخلك " الله انت ظالم لماذا انا اتالم و كل من حولى هم فرحين مسرورين ؟ الا تبالى بى ؟ "
و هكذا يقودك الشيطان من سيئ لأسوأ و من منحدر الى منحدر فتجد روحك قد آسرت و تكبلت بقيود اليأس و الحزن و الكآبة التى بالطبع تبعدنا كل البعد عن اى مجال تقرب من الله مصدر التعزيات و الرجاء " لان فرح الرب هو قوتكم " ( نحميا 8 : 10 )
لكن دعنى اقول لك الله المتهم فى نظرك انه غير مبالى يفتش و يحاول ان يجد طريق يدخل الى قلبك بصيص حبه من هذا الطريق فيجدك قد اغلقت كل مجال و هو ينتظر طول تلك السنين حتى تحتاج له و تبحث بالتالى انت عنه ايضا "فيرفعك على منكبيه فرحا" ( لو 15 : 5 ) بعد عنائك فى تلك الكورة البعيدة كورة الحزن و هو الان يدعوك ان تنسى الماضى بكل ما فيه نعم بكل كل ما فيه و ان تبدأ من جديد بمفاهيم صحيحة عن اب صالح " اذ انسى ما هو وراء امتد الى ما هو قدام " ( فل 3 : 13 ) انسى كل آلم او جرح كان فى حياتك و معنى ان تنسى هو ان تسامح ايضا للذين أساءوا اليك فكيف تنسى الامر كله و انت تذكر الإساءة ينبغى ان تنسى كل ما فى الموضوع قد تقول لى انه صعب لكن هذا ضرورى ان كنت تريد تنظيف جرحك و تعجل بالشفاء . كما عليك ان تنسى خطاياك و سقطاتك الكثيرة فى تلك الفترة لأنك بالطبع لم تكن بالقرب من الله و هذا ما يريده عدو الخير لك ان تستمر فى الحزن و الكآ بة لكى تستمر ان تخطأ فهل تريد الاستمرار فى تلك الحياة ؟ حياه اليأس و العبودية ؟
ان كان جوابك لا فأسرع معى لتعرف طريقك للشفاء :
1- ينبغى ان تدفن ميتك :
تخيل معى شخص توفى له اب او ام كيف يكون حاله بالطبع سيصاب بجرح شديد و ربما يكون الجرح هذا من الله نفسه ؟ لكن هل من الممكن ابقاء هذا الميت الغالى على القلب دائما معه و امامه فقط لأنه يحبه؟ بالطبع لا فهو مع مرور وقت سينتن و بعدها يربى دود و يتحلل و لن يحتاج ان يرى كل هذا العفن امامه و الرائحة الكريهة هذا بالمثل ما تريد انت ان تفعله تريد ان تبقى جرحك امامك للابد حتى ينتن و يعفن و تصدر عنه رائحة كريهة رائحة التذمر و عدم الشفاء الداخلى و عدم وجود الحب الالهى بداخلك فهل تريد ان تستمر فى ترك ميتك امامك ام انك تريد ان تدفنه ؟ و لكى تدفنه يجب عليك
( أ ) ان تنسى : كما قلنا من قبل لكن عليك ان تحاول جادا مجتهدا فحتى النسيان و التذكر هما من اعمال الإرادة . فكثيرا ما ارى ناس تحب ان تحكى كثيرا عن المها و جرحها و تريد ان تذكرهم فى كل حديث كأنها الوحيدة التى جرحت و الوحيدة المحتاجة لمساعده و هذا يضجر الناس لان الناس بها ما يكفيها كما نقول فى المثل . لكن ليس معنى ذلك الا تشارك احد من اصدقائك المقربين وقت الجرح نفسه على ان لا تذكره فى كل حديث و الا اصبح الامر ممل كما يجب ان تأخذ فى بالك تلك الاعتبارات : هل هذا الصديق سيكون له اذن جيده ليسمعك ؟ ام هو فى نفس الوقت قد المت بحياته مشكله لا يقوى على حلها و يحتاج هو لمساعده ؟ هل هذا الصديق له القدرة على ان يساعدك ؟ حتى و لو بمشاركتك الالم فقط دون ايجاد حل جزرى فهو انسان مثلك لا يقوى على حل كل المشاكل . هل هذا الصديق امين للدرجة ان احكى له ؟ صدقنى ما اندر تلك الصديق فهذه الايام ان وجدته فهنيئا لك و ان لا فانا انصحك لماذا لا تذهب لطبيب الارواح و الاجساد الذى يعمى عدو الخير عينيك عنه و يجعلك تتهمه بدل ما تشكى له ؟ اذهب الان هوذا يدعوك
( ب ) ان تغفر : و كما قلنا ايضا ان تغفر و تنسى و ليس تغفر و تفتكر لذلك الشخص مجددا . اذا كان الله الكلى القدرة على تذكر كل الاشياء يختار ان يغفر فلماذا انت و انا و اى انسان ينسى كل الاشياء يختار ان يتذكر للمخطئين اليه فإذا كان الله خالف طبيعته فى تذكر كل الاشياء لأنه يحبنا فلماذا نخالف نحن الطبيعة على النسيان و نختار بكامل ارادتنا ان نتذكر اخطاء بعض ؟! سامح اخوك بالدين الذى عليه كما سامحك رب المجد بديونك الكثيرة " ( متى 18 : 27 – 30 ) كونوا شفوقين كما سامحكم الله ايضا فى المسيح " ( اف 4 : 32 ) قد يتسائل البعض ماذا سأستفاد من النسيان و الغفران صديقى هذه اوائل الخطوات فكيف و انت تذكر احداث الجرح و الشخص الذى جرحك او الموقف ذاته تريد ان تشفى ؟؟!!
( ج ) لا تفكر به : و لكى تفعل ذلك ينبغى ان تكف عن الحديث عنه و ينبغى ان تراقب كلامك و لهجتك فى الحديث فإذا كانت لازالت يائسة حزينة منكسرة كيف تتوقع ان لا تفكر فيما اصابك و بالتالى ان تنسى . صديقى هناك كاتب انجليزى قال انت هو ما تفكر فيه " كما شعر فى نفسه هكذا هو " ( ام 23 : 7 ) فراقب لسانك لكى تضبط افكارك لماذا دائر تتحدث عنه و قد مر على الجرح سنين انت بهذا تجعله حاضر و تعذب نفسك مرارا و تكرارا بنفس الجرح لماذا ؟
( د ) صحح مفاهيمك عن الله : تذكر ان جرحك هذا ماضى و انك عليك بممارسه حياتك و النظر للغد فأنت بالتفكير و الحديث عن الماضى تقتل كل ما هو جديد فى الغد المشرق و تغلق كل مجال لتعامل الله معك " لان مراحمه لا تزول هى جديدة فى كل صباح " ( مر أ 3 : 22 و 23 ) هذه حياتك و عليك ان تستمع بالحياة ممسكا بيد رب الحياة نفسه فلا يوجد متعه بدونه الم يحن الوقت لتحاججه " هلم نتحاجج يقول الرب ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف " ( أش 1 : 18 ) فهو يدعوك للتصافى و يعرض عليك ان يسامحك عن كل اخطائك فلماذا انت لا تريد ان تعطيه فرصه ليفهمك ما مر بك كان لأي سبب هل هو تأديب ام تشكيل ام لأمر خير فى حكمته " كل اشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28 ) هلم ارجع له احضانه مفتوحة اليك فالله صالح مهما حاول عدو الخير ان يشكك ان كنت لازلت متحيراً لماذا لا تذهب الى الرب عاتبه اساله اقض وقت معه ليفهمك و تأكد هو لن يخذلك و كما قلت لك ربما كان هذا تدريب منه او تأديب او امتحان ايمان " أ الخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل " ( أى 2 : 10 ) رغم ان قائل هذه العبارة ايوب البار الذى اصابته اكثر مصائب متتالية كلها ليس لها سبب فى نظره مع ذلك لم يتذمر او يشكو . ان بدات بالذهاب اليه فأؤكد لك ان طريق الشفاء ليس بعيد عنك
2- افتح الجرح :
بعد ان عرفت ان لا يوجد طبيب اخر غيرة عليك ان تكشف الجرح بكل كل جوانبه بكل تفاصيل التفاصيل ادق و اصغر التفاصيل مهما بدت لك تافهة . قد قضيت سنوات كثيرة تحكى للناس فلماذا لا تكشف كل الجرح مرة واحده لتغلق على هذا الموضوع للابد ؟ جرب قد جربت الشكوى للناس لماذا لا تذهب لذاك الذى معه امرنا هو قال " تعالوا الى يا جميع المتعبين و الثقيلى الاحمال فتجدوا راحة لنفوسكم " ( متى 11 : 28 ) فهو اعلم بمكان الداء الا انه يحب ان يسمع فبمجرد ان تحكى له دون ان تنال الشفاء بعد تحصل على راحة و تعزيه فوق الوصف و يعمل على شفائك بأسرع وقت . اذ كنت تذهب للطبيب الارضى تحب ان تحكى له كل ما المك جسديا و تأخذ بنصيحته و تقبل الدواء الذى قد يستمر لشهور فلماذا لا تثق فى الله المحب الحنون لذلك يجب قبل ان تحكى معه ان تكون قد قمت بالخطوة السابقه و صححت المفاهيم الخاطئة التى زرعها عنه ابليس .
3- تعلم ان تشكر :
كما قلت من قبل انت لا تعرف لماذا هذا الجرح لكن عليك ان تثق انه لخيرك اى كان سواء تأديب اشكر ان ابى الحنون لازال يرانى اهلا للتأديب و يرى انى سأثمر بالتأديب فاشكر " لان الذى يحبه الرب يؤدبه و يجلد كل ابن يقبله ان كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كبنين فأي ابن لا يؤدبه ابوه " ( عب 12 : 6 و 7 ) فهل تلوم ابواك الأرضيين لأنهم ادبوك و انت لازلت صغيرا ( عب 12 : 9 ) و ها انت قد كبرت و اصبحت مسئولا عن اسره او قد اوشكت على ان تكون كذلك افلا تخطط ان تربى و تؤدب اولادك حسب الاستحسانات و الآداب البشرية المعروفه ؟؟؟؟؟ و ان كان تدريب يجب ان تشكر لأنه يعنى ان الله يدربك ليستخدمك فهل تشكو ان الله يراك نافعا لمجده بدل ما تشكره و تصلى انت لذلك من داخلك " ان طهر احد نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسا نافعا للسيد مستعدا لكل عمل صالح " ( 2 تى 2 : 21 ) و ان كان امتحان ايمان عليك ايضا ان تشكر لن بعد نجاحك فى الامتحان هناك بركات لا تحصى تذكر ابراهيم و كيف كان الامتحان صعبا ان يذبح ابنه وحيده لكن عمل المطلوب منه و كله ايمان و ثقة لكن ايضا الم ؟ هل تخيلت كم يكون صعب على اب ابنه يموت فما بالك ان كان هو من سيقتله و كيف ؟ ذبحا و ليس اى ذبح عادى بل ان يقدمه محرقه اى ان يقطع كل جزء فى جسمه حسب شريعة المحرقه فى تلك الوقت بالطبع امر مؤلم جدا جدا جدا فوق اى وصف مع ذلك نجح و نال البركات " لأباركنك بركه و اكثرنك تكثيرا " ( عب 6 : 14 ) تأنى لان " الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبه التى اظهرتموها نحو اسمه " ( عب 6 : 10 ) اشكر على الجرح و اشكر من جرحك و صلى له و اشكر على ان الرب سمح بذاك لأنه لخيرك تأكد و ثق و انتظر سترى تعويضات الله
4- تعلم مما مضى :
اذا كان الجرح سببه تأديب فعليك ان تتعلم من اخطائك حتى لا تجرح مرة اخرى فقد تعلم داود النبى من خطاه و اخذ يبكى و يندم عليه كل ليله امام الرب رغم كل ما اصابه من جروح لكن لم يبالى بأي شيئ سوا انه اغضب الرب بز ناه . صحح مسارك و اتخذ خطواتك نحو شفاء تام مستمر من اب حنون غفور فهو " لو احزن يرحم حسب كثرة مراحمه " ( مرا 3 : 32 )