+السلام والنعمة يا أخى العزيز:
محتاج أن أتكلم معك فى موضوع _ولكنى متردد جدآ! من زمان طويل _ ولست أعرف من أين أبد الموضوع ولكن أخيرآ قررت أن أفتح معك الموضوع,.
وذلك لان محبتك الابوية الحانية والتى تشمل نفسى هى التى شجعتنى على ذلك . سامحنى أبى الحبيب !!لانى بهذا الموضوع أعرف أنى سوف أجعلك تنزل الى مستوى ضعيف جدآ من الفكر..
,وأنا عالم تماما العلم أن فكرك يا أبى مرتفع جدآ عن هذه الموضوعات ,وأن خيالك الذى من كثرة التأمل فى وجه الله أصبح متغرب تمامآ عن موضوعى هذا .!
ولكن لابد أن أكشف نفسى أمامك كما عوتنى. فأسمح أن تتنازل معى كما تنازل رب المجد الينا وتجسد وأخلى مجده وأخذ شكل العبد.
__________________________________
بأختصار شديد هو موضوع ليس جديد ولكنه موضوع جيلنا نحن الشباب بأكمله !! وهو الخطية الجسدية المرة _أقصد العادة السرية .
أنا أسف جدآ ابوى الحبيب ....أعلم أن مثل هذه الكلمة تجرح أذنك التى تطهرت بنعمة المسيح, ولكن الذى دفعنى للحديث معك عن هذا الامر , هو أنى قرأت كثيرآ جدآ عن علاج هذه المشكلة , وأيضآ سمعت كثيرآ عن تدريبات للخلاص من هذا الداء .مقالات عديدة ولكن مازالت المشكلة باقية عندى وعند كثيرين من جيلى!!
ابى سوف أوصف لك ما يحدث معى بمنتهى الصدق والامانة ,وأنا عندى رجاء فى روح الله الساكن فيك أن يهبنى ارشاد مختلف عن كلام الناس والعلماء فى علاج هذه المشكلة.
++ أبى كلما سمعت العظات والكلمات التى تعالج مشكلة هذه العادة السيئة !! أحزن جدآ وأقرر الابتعاد عنها تمامآ, ولكن يوم بعد يوم تضعف عزيمتى وفى النهاية أخور وأسقط فيها من جديد.حتى أنى أحسب لنفسى الايام التى مرت بدون السقوط فيها !
العجيب يا أبى الحنون عندما أكون فى الكنيسة أو أجتماع الصلاة مع أخوتى فى القداس مثلآ .أكون فى حالة روحية عالية جدآ وأتعجب جدآ كيف أفعل هذا الشر العظيم وأحزن قلب الله !!!
حينئذآ تنهمر دموعى بغزارة على قدمى المسيح وأشعر بعد ذلك بهوة عظيمة بينى وبين هذا الشر . ولكن مع مرور الاحداث والاحتكاك مع العالم والتعامل مع الاصدقاء غير المتقدسين وأخلو مع نفسى أنهار فى النهاية وأسقط من جديد فى هذه الخطية !!!!!!
ماذا تقول يا أبى؟ محتاج الى كلام جديد ومختلف لانى سمعت الكثير من الكلام والتدريبات فى هذا الامر ونفذت الكثير منها ولكن لم يفعل هذا في أكثر من تأنيب الضمير والامتناع عنها فترة ثم أعود اليها من جديد ولم يفلح معى حتى الان أى ارشاد سابق فى القضاء على هذا الداء اللعين فى سلوكى أقبلنى ابى الحبيب بخطيتى وساعدنى بروح الله فى الخلاص منها وأرجو أن تذكرنى كثيرآ فى صلاتك .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ابنى الحبيب:
محبة الله الاب ونعمة الابن الوحيد وشركة وعطية وموهبة الروح القدس لتكن معك أمين.
أنت معك حق يا أبنى فى كل ما قلت والحقيقة كثرة الكلام السلبى فى هذا الداء اللعين ,هو الذى يجعل هذه المشكلة وكأنها جبل ضخم يصعب إزالته .
ابنى هناك تعليم سلبى وآخر إيجابى لكل موضوع .
ولكن فى هذه المشكلة كثر جدآآآآآ التعليم السلبى من تدريبات والبعد عن كذا وكذا ....الخ على حساب الحلول الايجابية, لا اعترض ابنى على كل الكلام عن هذا الموضوع الذى أنت قراءته فهو جيد وليس عليه غبار ولكنه يشعرك بجرم هذه العادة ويجسد أمامك المشكلة ,وبالتالى تحزن على نفسك وتتكون عندك عزيمة ذاتية .ولكن بعد فترة كما أنت وصفت تخور عزيمتك أمام مغريات العالم وشروره الكثيرة .
ابنى سوف أقدم لك من النعمة الحل الايجابى الى جانب ما سمعت من كلام اخر ايضآ,
__________________________________________________
لابد ان تعرف فى البداية طبيعة هذه العادة الجسدية, فهى مشاعر طبيعية فى جسدك الذى خلقها هو الله تبارك اسمه _فهى دافع غريزى طبيعى وضعه الله بحكمة _ وبهدف قبول الحياة واستمرارها على الارض فأذا لم توجد هذه الدوافع الغريزية لتوقفت الحياة وفقد الانسان أى قدرة للاستمرار والتواجد.
فهى ميل طبيعى بين الجنسيين ,تلطف من قسوة ومتاعب الحياة وتكون دافع للعمل والجد فى الحياة والبحث عن الرزق وإعمار الارض.
أنظر الى الحيوانات أو الطيور فمثلآ العصافير وهى أبسط أنواع الطيور ,تجمع الاعشاب وسيقان القش بفمها واحدة فواحدة فى عملية شاقة جدآ ومتعبة بالنسبة لها.!
كل هذا لكى تبنى لها عش بعد تعب وعناء _لولا_ هذه الغريزة التى تدفعها من داخلها ما أستطعت أن تقوم بهذا العمل الشاق .
ثم تتحد العصافير معآ الذكر مع الانثى بهذا الدافع المهم وبحب وفرح وتضع البيض فى العش وترقد عليه بالتناوب ,ثم يفقص ويخرج منه الفراخ الصغيرة ويجتهد كل منهما فى إطعام الصغار فالعصفور يحمل الطعام فى فمه ويحرم نفسه من الطعام ليضعه افراخه الصغار ربما يقضى اليوم كله بدون غذاء بينما يطعم صغاره .
ما الذى يدفع هذه الطيور الى ذلك بل وكل الحيوانات والخليقة كلها ؟؟!
أنها غريزة الجنس واللذة الجنسية فهى الدافع لتحمل المشقات من أجل الاستمرار فى الحياة !ووضعها الله تبارك اسمه لكى تعيين الخليقة لتحمل أعباء ومشقات الحياة ,والاجتهاد فى استمرارية الحياة والتناسل.
كل هذا لكى أقرب الى فهمك طبيعة هذه العادة أو الغريزة .......
ولكن لان الانسان مستهدف من الشيطان ,ويريد أن يفسد خلقته لانها على صورة الله ,لذلك يدخل الى الانسان منذ حادثته من هذه الغريزة ,وبمجرد أن يشعر الانسان فى شبابه بقوة هذه الغريزة , يربط الشيطان فكر الشاب بالشر والانفعالات الشريرة !!!
ويضخم الشيطان فى هذه الغريزة بالخيالات الكاذبة يوم بعد يوم داخل الشاب ,ويستخدم العالم الشرير الذى صار خلف الشيطان وأطاعه بقوة دون أن يشعر !!!
فاليوم كما تعلم جند الشيطان كل ولاده من أجل أثارة الغرائز والخروج بها عن حدودها الطبيعية ...ولقد ربط اليوم المكاسب المادية وهى ركيزة أخرى لعمل الشيطان بثارة الغرائز !!!
فطول النهار آثارة ,الملابس جعل شكلها وموضات منها كثيرة تدور حول الاثارة _ الكلام _ وسائل الاعلام بمختلف أنواعها أداة فى يد الشيطان أيضآ لكى تخدم أثارة الجسد !!حتى الفُكاهة التى ينجذب لها الانسان والمزاح صارت مادة للاثارة الجسدية!
ولذلك لايجد الشاب المتمسك بالاخلاق طريق آخر لتفريغ شحنة الاثارة هذه الا فى هذه العادة الشريرة.ارجوا أن تكون كونت صورة حقيقية عن طبيعة وسبب هذه العادة الان ولكن .
انت يا أنسان الله ,فأنت مختلف تمامآ عن أنسان العالم ! فأنت صحيح لك مثل كل أنسان هذه الغريزة ولكن لك طريق آخر!,فأنسان العالم ليس له غير العالم ,ولكن أنت لك عالم آخر تسعى من أجله وفيك عربون الحياة الاتية وتتذوق هذا العربون من الان ...
اذا ما هو الحل الايجابى لهذه العادة الشريرة؟!
_________________________________________
الحل الابجابى ابنى العزيز فى أقتناء محبة المسيح فى القلب كهبة وعطية من الله, لحياة يتذوقها الانسان ويشرب منها يوم بعد يوم.وتدور وتتمركز حياة الشاب حولها!
ليس هناك طريق آخر فى ظبط الجسد كله بغرائزة جميعها سواء أقتناء حب المسيح فى القلب وأقول أقتناء لان محبة المسيح توهب من الله للانسان!!
هل تعرف الاية التى تقول:
(والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. رو 5 :5)
اذا محبة المسيح تُقتنى ابنى فمن يريد أن يجد حل ايجابى لهذه المشكلة الجسدية التى تستنزف كل طاقة الانسان العطفية والنفسية والروحية أيضآ عليه أن يقتنى محبة المسيح فى حياته.
ابنى قد يبدو لك أن هذا الكلام بعيد جدآ وليس له علاقة بالموضوع الذى نتكلم
عنه وخاصآ أن الكلام أنتقل فجأة الى محبة المسيح !! ولكن صدقنى من أختبار عملى وبعد عناء من الحلول العديدة فى القضاء على هذه المشكلة ولكن جميع الحلول الاخرى تصلح لوقت ثم تنهار قوة الانسان لان قوة الغريزة لا يمكن تجاهلها وخاصآ أن الحلول السلبية ,تحاول الابتعاد عن المثيرات وأحيانآ فى كبت طاقة الغريزة أو تجاهلها وهذا خطر جدآآآآآآآ
لان طاقة الغريزة طاقة جبارة متولدة ومتضاعفة داخل الانسان بصورة مستمرة طبيعتها هكذا كما صنعها الله, فاذا كان الحل يكبت الغريزة تسبب مرارة للانسان وغم وتعب ليس له حد.
ولكن أذا أقتنى الانسان محبة المسيح فعلآ وعاش فيها وتذوق حلاوتها فى داخله .العجيب أن الروح القدس الذى يسكب ويهب محبة المسيح للانسان ,يستلم الغريزة وهذه الطاقة ويحركها كاخادم أمين لمحبة المسيح!!
ابنى أنظر ولا تنس أن خالق الانسان وخالق هذه الطاقة هو الروح نفسه لذلك تستنفذ هذه الطاقة فى محبة المسيح والتمتع بها ,تعجب لانه امر يتعجب له فعلآ !!,يتحول التلذذ بالجسد الى تلذذ بمحبة المسيح... وتُسخر كل قدرات الانسان الذى يشوها الشيطان ويستعبدها لكى تستعبد للذة الجسدية هى هى يحررها الروح القدس ويجعلها كلها تتجه نحو المسيح والتلذذ بمحبة المسيح.
وليبتهج ويفرح بك كل طالبيك مز 70 : 4
والان أظن انك تريد أن تسأل كيف أقتنى محبة المسيح بشكل علمى؟
ابنى لابد أن تكون هذه هى طلبتك الاساسية ليلآ ونهارآ .وأعرف أن محبة المسيح هذه هى الحل لكل مشاكلك الجسدية بل كل أتعاب هذا الزمان سر شفائها هو أقتناء محبة المسيح هى الحياة الابدية بالنسبة لك .
ومحبة المسيح كنز ثمين جدآآآآآآآآ لابد أن يعلن الانسان للمسيح أنه فى أحتياج له لابد أن تلج أمام المسيح فى طلباتك فى كل وقت حتى اذا وجدتك تبحث بصدق والحاح وعزيمة يهبك من أجل كثرة لجاجتك:
(اقول لكم وان كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج لو 11 :
ابنى المسيح لايعطى محبته وهى كنز ثمين لقلب منقسم لا يطلبه بصدق وامانة فأولآ لابد تعرف قيمة هذه المحبة وأنها هى خلاصك من كل تعب وكبت وتشوه .فأما يستلمك الشيطان وبسيطر على قدرات ويحرك غرائزك لتخرج عن حدودها الطبيعية حتى تقضى على الانسان وتصل به الى الهلاك بأقصى سرعة.
او تجد فى طلب المسيح بلجاجة وتطلب منه بقلب ثابت ومُصر محبته لتسكن فى نفسك, وتحيا بها كل يوم وتطلب منه أن ينفتح قلبك عليها وتتذوق لذة محبة المسيح وحينئذآ يهرب الشيطان منك لان محبة المسيح حلت فى قلبك وهو لايقدر التواجد فى مكان تحل فيه محبة المسيح,.
وعلى ذلك تعيش حياة بالجسد وكأنك لست فى الجسد لا يلغى الجسد أو يلغى طاقة الغريزة بل تتحول طاقات الغريزة الى طاقة محبة المسيح وتسمو الغرائز لتتحول الذة الى لذة بالله وبمحبته ,وعندما تصل الى سر الزيجة تكون عرفت كيف تتمتع بمحبة المسيح فيكون الزواج ترجمة عملية للتعبير عن الحب الساكن فى قلبك من المسيح.
لا يبقى عندى شيئ أبنى سواء أن أقول لك كل مرة تسقط فيها فى هذه الخطية الجسدية لا تسمع لصوت الشيطان الذى يريد أن يحطمك ويقودك الى سقوط أخر أعمق ولكن وحتى أن سقط لا تخف عليك فقط أن تذهب الى المسيح,ولاتخف منه لانه سوف ينتظرك فاتح لك حضنه.
فقط ارتمى فى حضنه فحضه سوف يطهرك ويقدسك ويُصلح كل ما سببته الخطية فى نفسك من جروح ويهبك القوة من جديد .وأعلم أن سر قوة الشفاء هو فى تذوق محبة المسيح وأنت خاطى! اذا استطعت أن تصدق محبة المسيح وأنها لا تتغير أبدآ نحوك مهما كنت خاطى وهو مستعد لقبولك فى كل وقت ووقفت أمامه وأنت خاطى ,وأنسحقت وعفرت جبينك بالتراب ودنت نفسك .
حينئذآ سوف تشعر فورآ بمحبة المسيح تسرى داخل قلبك ولسوف تتذوق تدفق هذه المحبة فى كيانك والعجيب أن حزنك سوف يتحول الى فرح عجيب فى داخلك ويكون هذا هو بداية الشفاء!!.
لان هذا الاحساس الحلو الذى سوف تقتنيه لسوف يظل فى داخك يستخدمه الروح القدس كل مرة يريد أن يحسك على الصلاة وسوف تتكون عندك عادة جديدة روحية وهى التلذذ بالصلاة ومحبة المسيح التى فيها وهنا تكون نهايه أى عادة جسدية شريرة فيك حفظك المسيح يا أبن انت وكل جيلك الشباب و ليسمع الله من كل شعبه الطلبة التى نصرخ بها جميعآ فى كل القداسات طهارة كل شعبك المؤمن أمين__________________