من هم العقلاء:
يدعى الناس عادة " عقلاء" مع سوء استخدام كلمة عقلاء , فالعقلاء ليسوا هم الذين يدرسون أقوال الآباء الحكماء الأولين و كتاباتهم , بل من كانت نفوسهم عاقلة , تقدر أن تميز بين ما هو خير و ما هو شر . فيجتنبون ما هو شر و مضر للنفس , و يحرصون بحكمة على ما هو خير و نافع للنفس و يمارسونه بشكر عظيم لله.
هؤلاء وحدهم بحق الذين يجب أن ندعوهم " عقلاء"
يهبنا الله ضبط الفكر و الوداعة و العفة و الثبات و الصبر و ما يشبه هذا من الفضائل العظيمة, كأسلحة لمقاومة و مواجهة المصائب التي تصادفنا و لمساعدتنا إن أحدقت بنا.
فإن دربنا أنفسنا على استخدام هذه القوى, محتفظين بها على الدوام على أهبة الإستعداد, فإنه لا يصيبنا أمر صعب أو خطير أو مهلك أو غير محتمل, إذ نستطيع بالفضائل التي نملكها أن نغلب كل شيء.
لكن ذوي النفوس غير العاقلة , لا يفكرون قط هكذا , لأنهم لا يؤمنون بأن كل ما يحدث هو لخيرنا , إذ تتلألأ الفضائل فينا , و يكللنا الله من أجلها.
(الفيلوكاليا للقديس نيقوديموس الآثوسي)