تعيد الكنيسة المقدسة في العاشر من هذا الشهر للقديس غريغوريوس أسقف نيصص أحد آباء الكنيسة الكبار. عاش في القرن الرابع وتوفي سنة 395، هو الأخ الأصغر للقديس باسيليوس الكبير ويُطلق عليهما مع القديس غريغوريوس النيزينزي اللاهوتي لقب الآباء الكبادوكيين لأنهم من منطقة الكبادوك في وسط تركيا. ترعرع في بيت علم وثقافة وتقوى ونسك، وتدرب على يد المعلم الوثني ليبانيوس وفي الدير على أخيه باسيليوس وفي تأمل الكتاب المقدس. وصار أستاذ خطابة ثم تزوج. انتخب أسقفاً لمدينة صغيرة اسمها نيصص تقع غربي قيصرية عاصمة المقاطعة في أبرشية باسيليوس. اعتُبر غريغوريوس بعد وفاة باسيليوس وريثه العقائدي والمدافع الأول عن لاهوت مجمع نيقية. اشترك في المجمع المسكوني الثاني سنة 381 حيث كانت له مساهمة فعّالة في تثبيت الإيمان.
له كتابات عديدة لاهوتية، كتابية وروحية فضلاً عن المواعظ.
أهم كتبه:
-خلق الإنسان.
-شرح ستة أيام الخليقة يبّين فيها أن الإنسان مخلوق على صورة الله، وأنه يميل بحريته إلى الخير، إلى الله بحركة لا تنتهي. ولو مال الإنسان نحو الشر فطريق الشر محدودة ولا بد أن يعود إلى الله لأن المسيرة نحو الله وحدها لا نهاية لها.
-التعليم المسيحي وهو مجموعة الإيمان القويم.
-حياة موسى.
-الدفاع ضد هرطقة أنوميوس أسقف أنطاكية الذي أنكر أن الابن من جوهر الآب.
-شرح التطويبات من انجيل متى، وهو اول من كتب عنها شارحاً معناها الروحي ووحدتها الداخلية.
-شرح الصلاة الربية.
-سيرة أخته الكبرى القديسة ماكرينا.
الجديد في لاهوت القديس غريغوريوس هو أن الكمال (القداسة) ليس حالة يصل إليها الإنسان ويستقر، القداسة سعي لا ينتهي. أظهر غريغوريوس دينامية التوجه نحو الله، أعطى معناً إيجابياً للحركة. كان لفكر القديس غريغوريوس ولاهوته تأثير كبير في الشرق المسيحي، وقد سمّاه القديس مكسيموس المعترف منذ القرن السابع "أبا المسكونة". وقد تعرف الغرب المسيحي إلى كتاباته التي تترجم وتنشر وتشرح في عدة لغات أوروبية. ألقابُهُ بحسب ما وصفته الكنيسة: " أعظم اللاهوتيين الروحيين في الكنيسة"," عمود الأرثوذكسية"،"أبو الآباء".