• حتى يكون إيماننا إيمان مُستنير مؤسس علي العقل والقلب معا فيكون كالبيت المقام علي الصخرة ( مت 7 : 24 ) لا تستطيع عواصف الاضطهاد ولا لجج الشكوك أن تزحزحه .
• ولكي نكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا ( 1 بط 3 : 15 ) .
• وكلما تعمقنا في الدراسات اللاهوتية ازدادت معرفتنا بمحبة الله فنبادله حبا بحب ، وبقوة الله : فنحتمي به ونتكل عليه ، ونمجد الله : نسبحه ونتشوق أن نكون معه في ملكوته .
• يسهل نشر المسيحية والتعليم المسيحي بقدر ما نكون متبحرين في الدراسات اللاهوتية فلا غني لرجال الدين والمبشرين والخدام والمعلمين والوعاظ عنها .
• الدراسات اللاهوتية توحد الكنيسة في فكر واحد وتعليم واحد عن الإيمان المسلم مرة واحدة لآبائنا القديسين .
• الدراسات اللاهوتية تضمن لنا أصالة الإيمان وعدم تدخل البشر فيه بالبدع والهرطقات .
• الدراسات اللاهوتية تنير الذهن وتفرح القلب وتعزي الروح وتشبع النفس بحقائق الإيمان السمائي وترجي الخلاص والمجيء الثاني وملكوت الله .
العلاقة بين العقيدة والحياة الروحية
العقيـــــــدة
هي ما انعقدت عليه النفس وتكون العقيدة مع روح الإنسان وكيانه وجوهرا واحدا فيكون الإنسان هو عقيدته لايمكن أن يتحول عنها آو يتخلى عنها حتى لو سفك دمه وأزهقت روحه .
العقيدة تعطي الإنسان الإحساس أو الشعور بإنسانيته وتحقق له ذاته ووجوده من خلال ارتباط الإنسان بالله وشركته بالطبيعة الإلهية وملكوت الله .
العقيدة داخل الانسان تملآ كيانه فلا يشعر بالفراغ أو الضياع ولا يخطر علي باله سؤال المتشككين ؛ لماذا أنا خلقت ؟
والعقيدة عند الإنسان تبث فيه اليقين وأصالة مصدره السمائي كنسمة من عند الله وأيضا تكشف له يقين مستقبله في الحياة والآخرة كملك ومالك للسموات وأمجادها وأفراحها الأبدية .
العقيدة المسيحية تعين الإنسان علي تطوير نفسه وأوضاعه الداخلية والخارجية إذ تنير له القلب والعقل معا فيسمو الإنسان داخليا إلي أعلي درجات التحضر والإنسانية ويتسامي خارجيا إلي أرقي درجات التقدم والتطور والوعي .
تتطور نظرة الإنسان من خلال العقيدة المسيحية من النظرة الفردية الذاتية إلي النظرة الكونية والغيرية .
وتربط له المسيحية الزمان بالأبدية والألم بالمجد والجهاد بالراحة والجسد مع الروح وذلك من خلال صليب السيد المسيح له المجد الذي جمع الأرض وما فيها بالسماء وما فيها جاعلاً الاثنان واحداً .
لايمكن أن تقوم حياة روحية سليمة إلا من خلال وعلي أساس عقيدة سليمة فبدون العقيدة تتحول الحياة الروحية إلي ثورة عاطفية تزول بزوال المؤثر .
إذا انحرف الإنسان عن العقيدة السليمة تنحرف سلوكياته وأخلاقياته وروحانياته بعيدة عن الاستقامة بل يمكن أن نقول أن عدم استقامة الإنسان من داخله هي التي تدفعه إلي عدم استقامة عقيدته وبالتالي روحانياته لذلك كان يتضرع داود النبي قائلا "( قلبا نقيا أخلق فيا يالله وروحا مستقيما جدده في داخلي )" وقال أيضا مشيرا إلي بركات استقامة القلب "( نور أشرق للصديقين وفرحا لمستقيمي القلوب )" وبالتالي استقامة العقيدة الأرثوذكسية ، لهذا لايكل الأرثوذكسيين في الدفاع عن عقيدتهم الأرثوذكسية لآجل استقامة حياتهم كلها لأنهم بهذا يدافعون عن استقامة القلب وعن الفضيلة وعن استقامة الحياة الروحية .
العقيدة السليمة أي الأرثوذكسية تقودنا إلي الخلاص الحقيقي الذي لايمكن أن نحصل عليه إذا انحرفنا عنها فدفاعنا عن استقامة العقيدة الأرثوذكسية هو دفاع عن خلاصنا وابديتنا واستحقاقات دم ربنا وألهنا ومخلصنا يسوع المسيح .
والانحراف عن العقيدة المستقيمة ينتج عن الذاتية والكبرياء والافتخار بالمعرفة الكاذبة وهي الصفات التي أسقطت آدم الأول لذلك قال أحد الآبـــــاء"( من يتكبر في المعرفة يسقط في الهرطقة ومن يتكبر في الفضيلة يسقط في النجاسة )" وكان القديسين يتقبلون أفظع الشتائم باحتمال وفرح ولكنهم كانوا لا يتقبلون شتيمة واحدة وهي الهرطقة " كما حدث مع القديس آغاثون مثلا " لان الهرطقة تجلب غضب الله علي الإنسان وهي انفصال عنه .
† † †
[b]