كتب عمرو بيومي - محمود الزاهي
تظاهر أمس عدد من الشباب القبطي داخل مطرانية ملوي، للمطالبة بمحاسبة المتورطين في حادث الاعتداء علي دير أبوفانا أمس الأول واتهموا الشرطة بالتخاذل والسلبية.
وطالب ممدوح رمزي، محامي البابا شنودة، شباب الكنيسة في كلمة ألقاها عليهم بالصبر إلي اليوم لإعطاء الفرصة للاتصالات التي تجريها الكنيسة مع مؤسسات الدولة، وعلي رأسها مؤسسة الرئاسة لمعالجة المشكلة.
وقال رمزي لـ«المصري اليوم» إن البابا شنودة يتابع تفاصيل الحادث من أمريكا، مشيرا إلي أنه «أي رمزي» أجري اتصالا صباح أمس الأحد مع الدكتورة جورجيت قلليني، عضو مجلس الشعب، التي تحدثت بدورها مع الدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، حول الحادث. وأضاف: هناك اتصالات بين البابا والرئاسة لمتابعة الحادث لحظة بلحظة. وقال الأب مكاري الكاهن بالكنيسة إن الدير يعود إلي القرن الرابع الميلادي ومسجل بالآثار القبطية وله حرم ورهبان يعيشون فيه وعملهم هو الصلاة فقط، كما أنهم قاموا بزراعة الصحراء، وهو ما أثار حقد وغضب «العرب» الذين يقيمون بجوار الدير.
وأضاف: «هذا الهجوم يعد الثالث من نوعه، إذ سبق تكسير ثماني قلالي للرهبان، ونحن نريد حقوقنا بالطرق المشروعة»، ووصف موقف الشرطة بأنه سلبي.
من جانبهم، اتهم الشباب الغاضب قوات الشرطة وأمن الدولة بالتواطؤ مع «العرب»، وقال راضي فهمي وهيب: «الدير معين عليه نوبتجية حراسة لكن أفرادها تركوا الدير الساعة الثانية ظهرا وغادروا»، متهما أفراد الحراسة بالتواطؤ مع من قاموا بالهجوم.
وقال مايكل صابر أحد الشباب: «نريد حقنا ممن ارتكبوا الحادث، ونريد محاكمتهم، والشرطة تعرف من وراءه جيدا»، وأضاف أنه «حمل بعض المصابين في المستشفي وكان أحدهم قد جرحت ذراعه والآخر مصاب بطلق ناري في كتفه».
وأكد الأنبا إبرام، عضو سكرتارية المجمع المقدس بالكنيسة القبطية وأسقف الفيوم، أن المجمع المقدس يدين الاعتداء علي دير أبوفانا وقال «الكنيسة ستتقدم بشكوي إلي وزير الداخلية للتحقيق في تكرار حوادث الاعتداء علي هذا الدير ورهبانه».
وأوضح أن الأنبا ديمتريوس، مطران ملوي، هو الذي سيتقدم بالشكوي نيابة عن البابا شنودة.
وكشف القس بولا أنور كاهن مطرانية ملوي عن وجود خط مفتوح بين البابا شنودة والأنبا ديمتريوس للاطمئنان علي الرهبان المصابين وإبلاغه بتطورات الموقف أولاً بأول، إضافة إلي إبلاغ المقر البابوي بكل تفاصيل الاعتداء.
وانتقد بولا قيام قوات الأمن بالقبض علي مقاول بناء سور المزرعة، ويدعي رفعت، وقال «الوحيد المقبوض عليه مسيحي وعايزين يلفقوا له قضية قتل مسلم ومحرزين له سلاح في القضية».
وشدد علي عدم حدوث تبادل إطلاق نار بين الأعراب والرهبان قائلا «ضرب النار كان من طرف واحد فقط والدير لا يملك أي قطعة سلاح ومستعدين للتفتيش في أي وقت». وطالبت المطرانية بضرورة سماح المحافظة وقوات الأمن بإتمام بناء سور حول الدير والأرض التابعة له لحماية الأرواح والممتلكات، وأبدي الأنبا ديمتريوس غضبه، أثناء لقائه محافظ المنيا مساء أول أمس، مما تعرض له الرهبان والدير.
من جهة أخري، عاد الرهبان الثلاثة الذين احتجزوا من قبل بعض الأعراب صباح أمس وبدوا في حالة إعياء شديد نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب مما نتج عنه بعض الكسور والرضوض استدعت نقلهم إلي المستشفي ليصبح عدد المصابين ٧ أفراد منهم ٥ رهبان.
وقال الراهب مينا أبوفانا، أحد رهبان الدير، أن الاعتداء علي الدير أدي إلي حرق كنيسة البابا كيرلس و٤ قلالي رهبان وتدمير مصنع عسل نحل ومبني تابع للدير، إضافة إلي خلع أشجار مزرعة الدير وحرق جرار زراعي.