showky عضو مشارك
عدد الرسائل : 33 العمر : 42 شفيعى : الانبا بولا-ابونا يسطس الانطونى تاريخ التسجيل : 31/05/2008
| موضوع: أكيلا وبريسكلا الخميس يونيو 12, 2008 12:21 am | |
| سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ .. (2 تيموثاوس19:4)
فرسكا ومعنى اسمها( المُسنّة) وهي نفسها بريسكلا اسم لاتيني يعني(عجوز ) وزوجها أكيلا ( نسر ) هذه العائلة المكونة من زوج وزوجة فقط كانت تعمل في صناعة الخيام ( أعمال3:18) كانا قد هاجرا من بنتس إلى رومة إلا أن كلوديوس قيصر أصدر أمراً بطرد اليهود من رومة فجاءوا إلى كورنثوس
واستقبلوا بولس كضيف وكعامل معهما في نفس المهنة،الذي بشرهم بالإيمان بالرب يسوع، وعندما يذكر الرسول بولس سلامه إليهما في الرسائل يذكر الزوجة أولاً ثم اسم الزوج ، وهذا له مدلول روحي، فيبدو أن بريسكلا أكثر إيماناً ونضوجاً من زوجها، فهي مثل زوجة منوح ( قضاة 22:13،23) التي كانت تفهم معاملات الله أكثر من زوجها وكالمرأة الشونيمة( 2ملوك8:4) التي كانت لها أشواق لكلمة الله أكثر من زوجها فكان بيتها محطة راحة لرجل الله.
أكيلا وبريسكلا وتصحيح المفاهيم الناقصة( أعمال24:18-26)
فبريسكلا ساهمت مع زوجها في شرح حقائق كتابية بأكثر تدقيق لأبلوس الذي كان يعرف معمودية يوحنا فقط "وابتدأ هذا ( أبُلّوس) يجاهر في المجمع.فلما سمعه أكيلا وبريسكلا أخذاه إليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيقٍ" (أعمال 26:18) وهذا دليل أنهما كانا يقضيان وقت طويل في دراسة كلمة الرب وما أجمل أن نكون نحن أيضاً متمثلين بهما ومدققين في دراستنا وفي تعليمنا لكلمة الله ،فما أجمل المؤمن الذي يشرح طريق الرب بأكثر تدقيق.
2. بريسكلا امرأة مجتهدة فاضلة
كانت تساعد زوجها في صناعة الخيام وهي مهنة للرجال أكثر من كونها للنساء؛ إذ أنّ بولس كان يعمل فيها، والدخل الذي يأتيهم من هذه المهنة يستخدم لأجل خدمة إضافة الغرباء (عبرانيين2:13) فاستضافوا بولس وأبولس، إن محبتهم الشديدة للرب جعلت الرب يتمم وعده لمحبيه "أجاب يسوع وقال له: إن أحبّني أحدٌ يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً"( يوحنا 23:14) فقد جاء الرب وصنع عندهم منزلاً!!! فكما ُسمِع الناس قديماً أن الرب يسوع في بيت ( مرقس 1:2) حتى اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب، هكذا أصبح بيت أكيلا وبريسكلا مكان لإذاعة الإنجيل فعندما يسمع الناس أن الرب يسوع في بيت أحد المؤمنين( أي أن أولئك المؤمنين متمثلين بالرب) فالنتيجة هي تجمع الناس والدخول لذلك البيت وبذلك أصبحت الكنيسة تجتمع في بيتهم ويجب أن نتذكر أن المسالة ليست سهلة وخاصة أن تلك الأيام هي أيام اضطهاد الكنيسة عدا التعب المستمر في البيت لأجل راحة القديسين.
3. أكيلا وبريسكلا في نطاق المشيئة الإلهية
بولس الرسول الذي أيّده الله بمواهب معجزية كمواهب الشفاء،لم يتدخل في موضوع شفائهم أو إعطائهم وعد بالإنجاب كما فعل أليشع مع الشونمية، فبولس هو الرجل الروحي الحساس الذي يتبع خطى سيده، فربنا يسوع شفى حماة بطرس لكنه لم يشفي بطرس أو زوجته أو يعطيهما وعد بالإنجاب كل ذلك لأجل أمور سامية تفوق تصوراتهم. لكن أكيلا وبريسكلا فهموا مشيئة الله وعلموا أن هناك خطة إلهية رائعة في حياتهما وأعمال صالحة سبق الله فأعدها لكي يسلكوا بها،ولهذا يقول بولس "العاملون معي في المسيح يسوع"(رومية3:16) ورغم إنهما لم يكن لديهم أولاد لكن نسلهم الروحي أصبح كرمل البحر فأينما ذهبوا كانوا نواة لكنائس في أسيا وأوربا إنهما صورة رائعة لعمل الإرساليات وتأسيس الكنائس لذلك ليس غريبا أن يقول الرسول بولس "تشكرهم جميع كنائس الأمم". كما إن عدم وجود أطفال لديهم مكـّنهم من حرية التنقل لأجل الخدمة فبعد أن آمنوا على يد بولس في كورنثوس جاءوا مع بولس إلى أفسس ثم رجعوا بعد فترة إلى رومية وبعدها رجعوا إلى أفسس، حقاً "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما ابعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لأن من عرف فكر الرب؟ أو من صار له مشيرا؟" ( رومية33:11،34)
4. أكيلا وبريسكلا وإنقاذ بولس
" سلموا على بريسكيلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضاً جميع كنائس الأمم" ( رومية3:16،4). كان وعد الله لبولس في كورنثوس لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك ولا يقع أحد بكل ليؤذيك.وقد استخدم الله أكيلا وزوجته في تحقيق وعده لبولس وبعملهما هذا أطاعا الوصية "أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل .لا تمتنع " ( أمثال 11:24) فالمحبة المضحية وشجاعة الإيمان التي لهما خاطرا بحياتهما وأنقذا حياة الرسول بولس من موت محقق،ربما يكون ذلك بعد محاكمة بولس أمام غاليون ( أعمال12:18-17) حيث نجىّ أكيلا وزوجته بولس من أيدي اليهود الذين كانوا يريدون أن يضربوه كما ضربوا سوستانيس.
5. عمل الجسور وليس إقامة السدود
كان أكيلا وبريسكلا من خلفية يهودية وعندما آمنوا لم يخدموا انسباءهم حسب الجسد بل خدموا الشعوب الوثنية على أن ذلك لم يكن عائق أو حاجز يمنعهم من التعامل مع الأمم لقد أصبحوا جسور في توصيل الإنجيل للأمم.وما أجمل المؤمن الذي يكون جسراً لتوصيل رسالة الإنجيل للشعوب الذين حوله.
6. الجذور في العمق والارتفاع باستقامة
فرسكا المُسنّة ينطبق عليها قول الكتاب "الصدّيق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو… أيضاً يثمرون في الشّيبة. يكونون دساماً وخضراً" ( مزمور12:92،14). فما أجمل المؤمن الذي يستمر نامياً يضرب جذور إيمانه بعمق ومرتفعاً باستقامة في الأجواء السماوية مثمراً رغم الظروف الصعبة المحيطة به.
7. التحليق في السماويات
أكيلا ( النسر) "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون" ( إشعياء31:40)
"الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك" ( مزمور5:103).
حقا ما أجمل المؤمن الذي يحلق عالياً في الأجواء السماوية طالباً ما فوق حيث المسيح جالساً عن يمين الله ناظراً لربنا يسوع السماوي، فيبقى المؤمن رغم تقدم سنه في شباب روحي دائم ويصغر العالم المنظور بعينيه.
| |
|