البطل الرومانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


البطل الرومانى
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 يستجيب لك الرب فى يوم شدتك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
wwwmickail




عدد الرسائل : 101
العمر : 44
شفيعى : البابا كيرلس
تاريخ التسجيل : 14/06/2008

يستجيب لك الرب فى يوم شدتك Empty
مُساهمةموضوع: يستجيب لك الرب فى يوم شدتك   يستجيب لك الرب فى يوم شدتك Icon_minitimeالأحد يونيو 15, 2008 5:28 am

يستجيب لك الرب فى يوم شدتك

كان شابا ً مسيحيا ً طيب القلب ، نشأ فى عائلة متدينة سكنت إحدى قرى محافظة المنيا .. و كان مثال الطاعة و الأخلاق الطيبة ، و قد حصل على درجات عالية فى الثانوية العامة أهلته للإلتحاق بكلية الطب بالقاهرة ..
كان ذلك فى بداية الخمسينات من القرن الماضى ، و رغم ضيق حال الأسرة و قلة مواردها ، إلا أنهم أصروا أن يسافر إبنهم إلى القاهرة ليكمل دراسته .
صحبته أخته الكبرى و أستأجرا فى الجيزة حجرة صغيرة يعيشان بها . و إنتظم فى دراسته و كانت الأسرة تقتطع من معيشتها و ترسل لهم ثلاث جنيهات كل شهر للمسكن و الإعاشة علاوة على مصاريف الجامعة ، و كان هذا يمثل عبئا ً على الأسرة و لكنهم كانوا يشكرون الله و ينظرون إلى مستقبل إبنهم ، و هكذا كانت معظم عائلات الأقباط فى تعليم أولادهم .
أرتبط بالكنيسة فى الجيزة إرتباطا ً شديدا ً ، إذ وجد فيها كما يقول المزمور " العصفور وجد بيتا و اليمامة عشا لتضع أفراخها .. مذابحك يا رب الجنود .. طوبى للسكان فى بيتك " ، فواظب على القداسات و الإجتماعات . و وجد فى بيت أبنا المتنيح القمص صليب سوريال نعم الأب الحنون فألتصق به إلتصاقا ً عجيبا ً يستشيره فى كل صغيرة و كبيرة ، لا يخطو خطوة واحدة دون أخذ نصيحته الأبوية . مضت شهور و بدأ يتأقلم مع حياته الجديدة فى الجامعة و الكنيسة . و كان كثير الصلاة كثير الشكر .. و كانت حوالة مالية تأتيه كل شهر من الأسرة بالصعيد .
فى أوائل أحد الشهور إنتظر كعادته أن تصل الحوالة بالبريد فلم تأتى .. إنتظر يومين .. ثم إسبوع .. لا شىء .. الموارد التموينية فى البيت تنقص ، قاربت على النفاذ .. لا يوجد منفذ آخر ، فهو لا يعرف قريب له فى القاهرة و يستحى أن يطلب من أحد شيئا ً فهو خجول جدا ً ، ثم من يعطيه ؟
بدأ هو و أخته يقتصدان فى الطعام القليل الباقى عندهم مع مواظبة و إلحاح فى الصلاة و الطلبة .
ثم نفذ كل ما عندهم تماما .. اصبحا لا يملكا حتى رغيف خبز واحد . فضاق الأمر بالأخت ، و بينما هو خارج فى الصباح فى طريقه إلى الجامعة ،
قالت له: " إعمل حسابك لا ترجع إلى البيت دون أن تتصرف حتى لا نموت جوعا ً " . رفع بصره إلى السماء .. و فى طريقه إلى الجامعة سيرا ً على الأقدام – إذ كان المسكن قريبا ً من الجامعة – إنهمر فى البكاء و هو يصلى و يقول :" أنت تقوت فراخ الغربان التى تدعوك .. أنت تفتح يدك فتشبع كل حى غنى من رضاك ".. ثم صلى المزمور " يستجيب لك الرب فى يوم شدتك " حيث كان يجد عزاءا ً كبيرا ً فى كلماته .
كان متحير ماذا يفعل ؟ و صار يطلب بقلب كسير مشورة الله .
هل يذهب إلى الجامعة و يسأل أحد زملائه عن سلفة ؟
هل يرسل تلغراف إلى أسرته .......و لكن من أين له ثمن التلغراف ؟
أخيرا ً خطر على باله أن يذهب إلى أبونا صليب يطلب منه ، إنه أمر محرج جدا و لكن ما هو البديل ؟ وصل و هو فى هذه الأفكار إلى ميدان الجيزة . وقف فى وسط الميدان كمن هو فى مفترق الطرق .. إلى أين يتجه ؟
رفع بصره إلى السماء ثانية و دموعه فى عينيه و هو يقول إلى متى يا رب ؟
فلما خفض بصره ، إذ ورقة تطير تدفعها الريح .. طارت الورقة حتى إرتطمت برجله و إلتصقت بالبنطلون .. إنحنى ليزيحها عن رجله ..
و يا للمفاجأة المذهلة للعقل ، بل التى تفوق العقل ، إنها ورقة مالية .. جنيه .. لم يصدق عينيه و كأنه أصابه ذهول إلى لحظة . ربما طار هذا الجنيه من أحد ، أمسك الجنيه بيده ، رفعه إلى فوق لعل الذى طار منه يأتى ليأخذه .. و لكن لم يأتى أحد . ظل واقفا ً رافعا ً يده ممسكا ً بالجنيه إلى دقائق .. لم يقترب إليه أحد ، و هو يكاد يصرخ لقد إستجاب الرب فى الحال بطريقة معجزية . خشى أن يقف أكثر فيقول الناس عنه إنه معتوه .
شكر الله بعمق رهيب . لم يعد يتحكم فى دموعه ، العبارات فى فمه مكتومة لأن القلب فائض بشكر لا يُعبر عنه . أكمل مسيرته ، إلى أين ؟ إلى الكنيسة ،
"لابد أن أدفع العشور ،" هكذا قال لنفسه . ذهب إلى دكان البقال ، إشترى بعض الضروريات و إتجه إلى الكنيسة ليضع عشرة قروش فى صندوق الكنيسة .
و فيما هو داخل إذ بأبونا صليب فى مقابلته ، رآه على هذه الحال ، إحتضنه بمحبة و سأله " ماذا بك يا إبنى ؟ "
قص عليه أحواله بالتفصيل إلى أن قال له " و أنا قادم الآن لأدفع العشور " فقال له أبونا " عشور أيه يابنى ، أستبقى لنفسك هذه القليلة إلى أن يأتى الرب بالفرج " و لكنه أصر قائلا ً " يا أبى أرح ضميرى و أسمح لى " .
تعجب الأب من هذا الإيمان العجيب ، و تركه يفعل ما شاء ، توجه إلى بيته يمجد الله و يحكى لأخته صنيع الرب العجيب ، و من يومها لم يعد الأخ معتازا ً إلى شىء إذ كانت بركة الرب معه . تخرج من كلية الطب و صار و هو طبيب كما كان و هو طالب محبا ً للعطاء بسخاء ، حنونا ً على الفقراء إلى أقصى حد . و قد أدرك الرب هذا الأخ ببركات لا تعد و صنع معه آيات لا حصر لها .
"
منقووووووووول
من كتاب (رائحة المسيح في حياة ابرار معاصرين )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يستجيب لك الرب فى يوم شدتك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البطل الرومانى  :: المناقشات الروحية :: المواضيع الروحيه-
انتقل الى: